شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الباب الأول مما خرج عن الأصل: الأسماء الستة، وبيان إعرابها 65]

صفحة 65 - الجزء 1

[الباب الأول مما خرج عن الأصل: الأسماء الستة، وبيان إعرابها ٦٥]

  والعلامات الفروع منحصرة في سبعة أبواب: خمسة في الأسماء⁣(⁣١) واثنان في الأفعال⁣(⁣٢)، وستمرّ بك هذه الأبواب مفصّلة بابا بابا.

  ص - إلّا الأسماء السّتّة؛ وهي أبوه وأخوه، وحموها، وهنوه، وفوه، وذو مال؛ فترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجرّ بالياء.

  ش - هذا هو الباب الأول مما خرج عن الأصل، وهو باب الأسماء الستة المعتلّة المضافة، وهي: أبوه، وأخوه، وحموها، وهنوه، وفوه، وذو مال.

  فإنها ترفع بالواو نيابة عن الضمة، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة، وتجرّ بالياء نيابة عن الكسرة. تقول: «جاءني أبوه» و «رأيت أباه» و «مررت بأبيه» وكذلك القول في الباقي.

[شروط إعراب الأسماء الستة بالحروف]

  وشرط إعراب هذه الأسماء بالحروف المذكورة ثلاثة أمور:

  أحدها: أن تكون مفردة؛ فلو كانت مثنّاة أعربت بالألف رفعا، وبالياء جرّا ونصبا، كما تعرب كل تثنية؛ تقول: «جاءني أبوان» و «رأيت أبوين» و «مررت بأبوين»⁣(⁣٣) وإن كانت مجموعة جمع تكسير أعربت بالحركات على الأصل كقولك: «جاءني آباؤك» و «رأيت آباءك» و «مررت بآبائك»⁣(⁣٤)، وإن كانت مجموعة جمع تصحيح أعربت بالواو رفعا وبالياء جرّا ونصبا. تقول: «جاءني أبون» و «رأيت أبين» و «مررت بأبين» ولم يجمع منها هذا الجمع إلا الأب والأخ والحم⁣(⁣٥).


(١) هي: الأسماء الستة، والمثنى، وجمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم في حالة النصب، والاسم الذي لا ينصرف في حالة الجر.

(٢) وهما الأفعال الخمسة، والفعل المضارع المعتل الآخر في حالة الجزم.

(٣) ومنه قوله تعالى: {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ} وقوله: {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ}.

(٤) ومنه قوله جل ذكره: {آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ} وقوله تعالت كلمته: {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ}.

(٥) ومنه قول الشاعر، وهو زياد بن واصل السلمي، وأنشده سيبويه (٢ - ١٠١):

فلمّا تبيّنّ أصواتنا ... بكين وفدّيننا بالأبينا

وقوله الآخر، وهو عقيل بن علّفة المري:

وكان بنو فزارة شرّ قوم ... وكنت لهم كثر بني الأخينا