شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الأفصح استعمال «الهن» منقوصا بحذف لامه كغد]

صفحة 67 - الجزء 1

  واستغنيت عن اشتراط هذه الشروط لكوني لفظت بها مفردة مكبّرة، مضافة إلى غير ياء المتكلم.

  وإنما قلت: «وحموها» فأضفت الحم إلى ضمير المؤنث؛ لأبين أن الحم أقارب زوج المرأة، كأبيه، وعمّه، وابن عمه، على أنه ربما أطلق على أقارب الزوجة.

  و «الهن» قيل: اسم يكنى به عن أسماء الأجناس، كرجل وفرس، وغير ذلك، وقيل: عما يستقبح التصريح به، وقيل: عن الفرج خاصة⁣(⁣١).

  * * *

[الأفصح استعمال «الهن» منقوصا بحذف لامه كغد]

  ص - والأفصح استعمال الهن كغد.

  ش - إذا استعمل الهن غير مضاف كان بالإجماع منقوصا، أي: محذوف اللام معربا بالحركات كسائر أخواته، تقول: «هذا هن ورأيت هنا» و «مررت بهن» كما تقول:

  «يعجبني غد» و «أصوم غدا» و «واعتكفت في غد»⁣(⁣٢).

  وإذا استعمل مضافا فجمهور العرب يستعمله كذلك؛ فتقول: «جاء هنك» و «رأيت هنك» و «مررت بهنك» كما يفعلون في غدك، وبعضهم يجريه مجرى أب وأخ؛ فيعربه بالحروف الثلاثة، فيقول: «هذا هنوك» و «رأيت هناك» و «مررت بهنيك»، وهي لغة قليلة، ذكرها سيبويه، ولم يطّلع عليها الفرّاء، ولا الزجاجيّ، فأسقطاه من عدّة هذه الأسماء وعدّاها خمسة.

  * * * ص - والمثنّى ك «الزّيدان»؛ فيرفع بالألف، وجمع المذكّر السّالم، ك «الزّيدون»


(١) بقي أن للعرب في إعراب هذه الأسماء لغتين أخريين.

إحداهما تسمى لغة القصر، وهي أن تلزمها الألف في الأحوال الثلاثة، فتقول: جاء أباك، ورأيت أباك، ومررت بأباك.

وثانيتهما أن تعربها بالحركات الثلاث فتقول: جاء أبك، ورأيت أبك، ومررت بأبك، وتسمى هذه لغة النقص.

(٢) كذا، وليس هذا التمثيل بمستقيم، والدقيق أن تقول أعتكف في غد» بفعل مضارع؛ لأنه هو الصالح للمستقبل.