شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الكلام على المعنوي: ألفاظه، ومواقعها]

صفحة 325 - الجزء 1

  وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا}⁣(⁣١)، خلافا لكثير من النحويين؛ لأنه جاء في التفسير أن معناه دكّا بعد دك، وأن الدك كرّر عليها حتى صارت هباء منبثا، وأن معنى {صَفًّا صَفًّا} أنه تنزل ملائكة كل سماء، فيصطفون صفّا بعد صف محدقين بالجن والإنس، وعلى هذا فليس الثاني فيه تأكيدا للأول، بل المراد به التكرير، كما يقال: علّمته الحساب بابا بابا.

  وكذلك ليس من تأكيد الجملة قول المؤذن: «اللّه أكبر، اللّه أكبر» خلافا لابن جني؛ لأن الثاني لم يؤت به لتأكيد الأول، بل لإنشاء تكبير ثان، بخلاف قوله: «قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة» فإن الجملة الثانية خبر [ثان]، جيء به لتأكيد الخبر الأول.

  * * *

[الكلام على المعنوي: ألفاظه، ومواقعها]

  ص - أو معنويّ، وهو بالنّفس، والعين مؤخّرة عنها، إن اجتمعتا، وتجمعان على أفعل مع غير المفرد، وبكلّ لغير مثنّى إن تجزّأ بنفسه أو بعامله وبكلا وكلتا له إن صحّ وقوع المفرد موقعه واتّخذ معنى المسند، ويضفن لضمير المؤكّد، وبأجمع وجمعاء وجمعهما غير مضافة.

  ش - النوع الثاني: التأكيد المعنويّ، وهو بألفاظ محصورة.

  منها: «النفس، والعين» وهما لرفع المجاز عن الذات، تقول: «جاء زيد»، فيحتمل


= الإعراب: «لا» حرف نفي «لا» حرف مؤكد لسابقه «أبوح» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا «بحب» جار ومجرور متعلق بأبوح وحب مضاف و «بثنة» مضاف إليه مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه لا ينصرف للعلمية والتأنيث «إنها» إن: حرف توكيد ونصب، والضمير العائد إلى بثنة اسم إن «أخذت» أخذ: فعل ماض، والتاء علامة التأنيث، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى بثنة، والجملة في محل رفع خبر إن «عليّ» جار ومجرور متعلق بأخذت «مواثقا» مفعول به لأخذت، منصوب بالفتحة الظاهرة، وحق هذه الكلمة المنع من الصرف؛ لكونها على صيغة منتهى الجموع، ولكن الشاعر صرفها ضرورة «وعهودا» الواو عاطفة، عهودا: معطوف على مواثق.

الشاهد فيه: قوله «لا لا» فإن الثاني من هذين الحرفين توكيد لفظي للأول منهما.

(١) الآيتان ٢١، ٢٢ من سورة الفجر، ومن تقرير المؤلف في سبب إعادة اللفظ في هاتين الآيتين الكريمتين وفي تكبير الأذان تعلم أنه يشترط في التوكيد اللفظي أن يكون المعنى المراد من اللفظ الثاني هو نفس المعنى المراد من اللفظ الأول، لا شبهه.