[الاشتغال]
  وإذا كان الفعل الماضي ثلاثيّا معتلّ الوسط - نحو: قال وباع - جاز لك فيه ثلاث لغات: إحداها - وهي الفصحى - كسر ما قبل الألف؛ فتقلب الألف ياء، الثانية: إشمام الكسر شيئا من الضم، تنبيها على الأصل، وهي لغة فصيحة أيضا، الثالثة: إخلاص ضم أوله؛ فيجب قلب الألف واوا؛ فتقول: قول وبوع، وهي قليلة.
  * * *
[الاشتغال]
  ص - باب الاشتغال، يجوز في نحو: «زيدا ضربته» أو «ضربت أخاه» أو «مررت به»
= اللغة: «هويّ» أصله هواي، فقلب الألف ياء ثم أدغم الياء في الياء، وهذه لغة هذيل، والهوى: ما تهواه النفس وتميل إليه وتطلبه «أعنقوا» سارعوا «تخرموا» استأصلهم الموت «لكل جنب مصرع» يريد لكل إنسان مكان يصرع فيه فيموت.
المعنى: يقول: إن هؤلاء الأولاد قد سبقوا ما أرغب فيه لهم وأحرص عليه، وهو طول أعمارهم ودوام بقائهم، وبادروا مسرعين إلى ما يرغبونه ويحبونه، وهو الموت، وجعل الموت هوى لهم من باب المشاكلة، ثم عزى نفسه بقوله: إن الموت يلاقيه كل إنسان في هذه الدنيا، فلكل امرئ مكان يدركه فيه الموت فلا يستطيع أن يفلت منه.
الإعراب: «سبقوا» سبق: فعل ماض، مبني على الفتح المقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة، وواو الجماعة فاعل، مبني على السكون في محل رفع «هويّ» مفعول به منصوب بفتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء مدغمة في ياء المتكلم منع من ظهورها التعذر، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه، مبني على الفتح في محل جر «وأعنقوا» الواو عاطفة، أعنقوا: فعل وفاعل، والجملة معطوفة على الجملة السابقة «لهواهم» اللام حرف جر، هوى: مجرور باللام، والجار والمجرور متعلق بأعنق، وهوى مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه «فتخرموا» الفاء عاطفة، تخرم: فعل ماض مبني للمجهول، وواو الجماعة نائب فاعل «ولكل» الواو للحال، ولكل: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وكل مضاف، و «جنب» مضاف إليه «مصرع» مبتدأ مؤخر، مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال.
الشاهد فيه: قوله «تخرموا» فإنه فعل ماض مبدوء بالتاء الزائدة، فلما بناه للمجهول وضم أوله أتبع ثانيه لأوله، فضم التاء والخاء جميعا، وهكذا حكم كل فعل مبدوء بهذه التاء الزائدة عند بنائه للمجهول.
ويستشهد النحاة بقوله: «هويّ» على أن هذيلا تقلب ألف المقصور ياء عند إضافته لياء المتكلم، وجمهور العرب يبقون الألف بحالها؛ فيقولون: «هواي» و «فتاي» و «عصاي» قال اللّه تعالى: {هِيَ عَصايَ} وقال جعفر بن علبة أحد شعراء الحماسة:
هواي مع الرّكب اليمانين مصعد ... جنيب، وجثماني بمكّة موثق