[يجوز في الترخيم قطع النظر عن المحذوف، ويجوز ألا تقطع النظر عنه]
  لأنهما ليسا مضمومين، ولا في نحو إنسان مقصودا به معين، لأنه ليس علما، ولا في نحو: «زيد» و «عمرو» و «حكم» لأنها ثلاثية، وأجاز الفراء الترخيم في «حكم» و «حسن» ونحوهما من الثلاثيات المحركة الوسط، قياسا على إجرائهم نحو: «سقر» مجرى زينب في إيجاب منع الصرف لا مجرى هند في إجازة الصرف وعدمه، وإجرائهم «جمزى» لحركة وسطه مجرى حبارى في إيجاب حذف ألفه في النسب، لا مجرى حبلى في إجازة حذف ألفه وقلبها واوا.
[يجوز في الترخيم قطع النظر عن المحذوف، ويجوز ألا تقطع النظر عنه]
  وأشرت بقولي: «كيا جعف ضمّا وفتحا» إلى أن الترخيم يجوز فيه قطع النظر عن المحذوف، فتجعل الباقي اسما برأسه فتضمه، ويسمى لغة من لا ينتظر ويجوز أن لا تقطع النظر عنه، بل تجعله مقدرا، فيبقى [ما كان] على ما كان عليه، ويسمى لغة من ينتظر.
  فتقول على اللغة الثانية في جعفر: «يا جعف» ببقاء فتحة الفاء، وفي مالك «يا مال» ببقاء كسرة اللام، وهي قراءة ابن مسعود(١)، وفي منصور «يا منص» ببقاء ضمة الصاد، وفي هرقل «يا هرق» ببقاء سكون القاف.
  وتقول على اللغة الأولى: «يا جعف، ويا مال، ويا هرق» بضم أعجازهن وهي
=
صاح هل ريت أو سمعت براع ... ردّ في الضّرع ما قرى في العلاب
«ريت» يريد رأيت، وقرى: أي جمع، والعلاب: جمع علبة وهي هنا الوعاء الذي يحلب فيه اللبن، ومن ذلك قول عبيد بن الأبرص:
يا صاح مهلا أقلّ العذل يا صاح ... ولا تكوننّ لي باللّائم اللّاحي
ومن ذلك قول الآخر:
يا صاح يا ذا الضّامر العنس ... والرّحل ذي الأنساع والحلس
وهذا هو الشاهد رقم ٩٠، وعلى هذا جاء قول أبي العلاء المعري:
صاح هذي قبورنا تملأ الرّح ... ب فأين القبور من عهد عاد؟
(١) يريد في قوله تعالى من الآية ٧٧ من سورة الزخرف: {وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ}، وقد وقع نداء «مالك» مرخما في قول الأنصاري:
... يا مال والحقّ عنده فقفوا ...
ونظيره ترخيم «عامر» في قول النابغة الذبياني:
فصالحونا جميعا إن بدا لكم ... ولا تقولوا لنا أمثالها عام