[متى تكون «ذا» موصولة؟]
[متى تكون «ذا» موصولة؟]
  وإنما تكون «ذا» موصولة بشرط أن يتقدّمها «ما» الاستفهامية، نحو {ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ؟}(١) أو «من» الاستفهامية، نحو قوله:
  ٣٢ - وقصيدة تأتي الملوك غريبة، ... قد قلتها ليقال: من ذا قالها؟
=
ولست بهاج في القرى أهل منزل ... على زادهم أبكي وأبكي البواكيا
فإمّا كرام موسرون لقيتهم ... فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا
يريد فحسبي من الذي عندهم، وكذلك قول الطائي، وهو شاعر من شعراء آخر الدولة الأموية:
فقولا لهذا المرء ذو جاء ساعيا: ... هلمّ فإنّ المشرقيّ الفرائض
يريد: قولا لهذا المرء الذي جاء ساعيا، والساعي: الذي يتولى جمع الصدقات ويعمل في أخذها ممن تجب عليهم؛ فيؤديها إلى الإمام الذي يوزعها في مصارفها التي نص عليها الكتاب الكريم ومن هذه الشواهد تعلم أن «ذو» تأتي للمفرد المذكر والمفرد المؤنث، سواء أكان من ذوي العقل أم لم يكن، ومتى اشتركت بين أمرين مختلفين دل هذا الاشتراك على أنها تأتي بلفظ واحد لكل ما يطلق عليه الاسم الموصول.
(١) من الآية ٢٤ ومن الآية ٣٠ من سورة النحل.
٣٢ - هذا البيت للأعشى أبي بصير ميمون بن قيس بن جندل، من قصيدة له أولها:
رحلت سميّة غدوة أجمالها ... غضبى عليك، فما تقول بدا لها؟
وروي صدر البيت الشاهد في ديوان شعره المطبوع في فينّا:
... وغريبة تأتي الملوك حكيمة ...
والبيت الشاهد قد أنشده المؤلف في كتابه شذور الذهب (رقم ٦٨).
اللغة: «قصيدة» هي في الأصل فعيلة من القصد بمعنى مفعولة، وهي في اصطلاح العروضيين:
عبارة عن جملة من الأبيات أقلها سبعة - وقيل: عشرة - سميت بذلك لأن قائلها يقصدها بالتحسين والإتقان، وقوله: «غريبة» أي: نادرة منقطعة النظير.
الإعراب: «وقصيدة» الواو واو رب، قصيدة: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد «تأتي» فعل مضارع، مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على قصيدة «الملوك» مفعول به لتأتي منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به في محل رفع صفة لقصيدة باعتبار محله، أو في محل جر صفة لقصيدة باعتبار لفظه «غريبة» صفة لقصيدة أيضا، وقد خالف في ذلك الأشهر الأعرف من الإتيان بالصفة المفردة قبل الوصف بالجملة «قد» حرف تحقيق «قلتها» فعل وفاعل ومفعول، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قصيدة «ليقال» اللام لام التعليل، يقال: فعل مضارع مبني للمجهول منصوب =