شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[عطف النسق]

صفحة 335 - الجزء 1

  يكون بدلا منه؛ لأن البدل في نية إحلاله محلّ الأوّل، ولا يجوز أن يقال: أنا ابن التّارك بشر؛ لأنه لا يضاف ما فيه الألف واللام، نحو «التارك» إلا لما فيه الألف واللام، نحو:

  «البكري» ولا يقال: الضارب زيد، كما تقدم شرحه في باب الإضافة.

  وبيان ذلك في البيت الثاني أن قوله: «عبد شمس ونوفلا» عطف بيان على قوله:

  «أخوينا» ولا يجوز أن يكون بدلا؛ لأنه حينئذ في تقدير إحلاله محلّ الأوّل؛ فكأنك قلت:

  «أيا عبد شمس ونوفلا» وذلك لا يجوز؛ لأن المنادى إذا عطف عليه اسم مجرد من الألف واللام، وجب أن يعطى ما يستحقه لو كان منادى، و «نوفلا» لو كان منادى لقيل فيه «يا نوفل» بالضم، لا «يا نوفلا» بالنصب؛ فلذلك كان يجب أن يقال⁣(⁣١) هنا «أيا أخوينا عبد شمس ونوفل».

  * * *

[عطف النسق]

  ص - وعطف النّسق بالواو.

  ش - الرابع من التوابع: عطف النسق⁣(⁣٢).


(١) أي ليصح كونه بدلا، على ما أوضحناه لك في شرح الشاهد رقم ١٤٠.

ومن هنا تعلم أن الكلام في ذاته صحيح عربية، لكن صحته بوجه عام لا تستلزم صحة اعتباره بدلا، فافهم ذلك.

وعند جماعة من المحققين في اشتراطهم لصحة البدل جواز إحلاله محل المبدل منه نظر؛ أما أولا: فلأنهم يقررون أنه يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل، والبدل من الثواني بدليل أنه تابع فكيف لم يغتفروا فيه ما لا يغتفر في متبوعه الذي هو من الأوائل؟

وأما الثانية: فلأن جماعة من النحاة قد أجازوا في نحو قولك «نعم الرجل زيد» أن يكون زيد بدلا من الرجل، مع أنه لا يصح إحلاله محله؛ لأن فاعل نعم لا يكون إلا مقترنا بأل، كما أجاز بعض النحاة في قولك «إنك أنت الكريم» أن يكون «أنت» توكيدا وأن يكون بدلا، مع أنه لا يصح إحلاله محل الكاف، فإنه لا يجوز لك أن تقول «إن أنت الكريم».

(٢) اعلم أن عطف النسق - بالنظر إلى الإعراب - يتبع المعطوف عليه في واحد من ثلاثة أشياء:

الأول: أن يتبع الإعراب الذي في لفظ المعطوف عليه، نحو قولك «جاء زيد وعلي، ورأيت زيدا وعليا، ومررت بزيد وعلي» وشرط هذا النوع أن يكون المعطوف صالحا لأن يلي العامل في المعطوف عليه، فإن لم يصلح المعطوف لأن يلي العامل، كأن يكون المعطوف معرفة في حين أن المعطوف عليه اسم للا النافية للجنس، نحو «لا رجل في الدار ولا فاطمة» لم يجز العطف على اللفظ؛ لأن اسم لا النافية للجنس لا يكون =