شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[تكتب الألف بعد واو الجماعة]

صفحة 366 - الجزء 1

  ص - كما يكتبن.

  ش - لما ذكرت الوقف على هذه الثلاثة ذكرت كيفية رسمها في الخط استطرادا؛ فذكرت أن النون في المسائل الثلاث تصوّر ألفا على حسب الوقف، وعن الكوفيين أن نون التوكيد تصوّر نونا، وعن الفراء أن «إذا» إذا كانت ناصبة كتبت بالألف وإلا كتبت بالنون؛ فرقا بينها وبين «إذا» الشرطية والفجائية، وقد تلخص [أن] في كتابة «إذا» ثلاثة مذاهب: بالألف مطلقا، والنون مطلقا، والتفصيل.

  * * *

[تكتب الألف بعد واو الجماعة]

  ص - وتكتب الألف بعد واو الجماعة ك «قالوا» دون الأصليّة ك «زيد يدعو» وترسم الألف ياء إن تجاوزت الثّلاثة، كاستدعى والمصطفى، أو كان أصلها الياء كرمى والفتى، وألفا في غيره كقفا والعصا، وينكشف أمر ألف الفعل بالتّاء كرميت وعفوت، والاسم بالتّثنية كعصوين وفتيين.

[تكتب الألف المتطرفة ياء أو واوا]

  ش - لما ذكرت هذه المسألة من مسائل الكتابة استطردت بذكر مسألتين مهمتين من مسائلها:

  إحداهما: أنهم فرقوا بين الواو في قولك: «زيد يدعو» وبينها في قولك: «القوم لم يدعوا» فزادوا ألفا بعد واو الجماعة، وجرّدوا الأصليّة من الألف قصدا للتفرقة بينهما.

  الثانية: أن من الألفات المتطرفة ما يصوّر ألفا، ومنها ما يصوّر ياء.

  وضابط ذلك: أن الألف إذا تجاوزت ثلاثة أحرف، أو كانت منقلبة عن ياء صوّرت ياء، مثال ذلك في النوع الأول «استدعى، والمصطفى» وفي النوع الثاني «رمى، وهدى، والفتى، والهدى» وإن كانت ثالثة منقلبة عن واو صوّرت ألفا، وذلك نحو «دعا، وعفا، والعصا، والقفا».

  لما ذكرت ذلك احتجت إلى ذكر قانون يتميز به ذوات الواو من ذوات الياء.

  فذكرت أنه إذا أشكل أمر الفعل وصلته بتاء المتكلم أو المخاطب؛ فمهما ظهر فهو أصله؛ ألا ترى أنك تقول في «رمى، وهدى» رميت، وهديت وفي «دعا، وعفا»:

  دعوت، وعفوت.