شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[بيان إعراب جمع المذكر السالم، وبيان ما يلحق به]

صفحة 69 - الجزء 1

  ونصبا، و «كلتا أختيك» بالألف في الأحوال كلها.

  واللفظان اللذان بغير شرط: «اثنان» و «اثنتان»؛ تقول: «جاءني اثنان واثنتان» و «رأيت اثنين واثنتين» و «مررت باثنين واثنتين» فتعربهما إعراب المثنّى، وإن كانا غير مضافين، وكذا تعربهما إعرابه إذا كانا مضافين للضمير، نحو: «اثناهم» أو للظاهر نحو:

  «اثنا أخويك» أو كانا مركبين مع العشرة، نحو: «جاءني اثنا عشر» و «رأيت اثني عشر» و «مررت باثني عشر»⁣(⁣١).

[بيان إعراب جمع المذكر السالم، وبيان ما يلحق به]

  وأما جمع المذكر السالم⁣(⁣٢) فإنه يرفع بالواو، ويجر وينصب بالياء، تقول «جاءني الزّيدون» و «رأيت الزّيدين» و «مررت بالزّيدين». وحملوا عليه في ذلك ألفاظا:

  (١) منها «أولو» قال اللّه تعالى: {وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى}⁣(⁣٣)، فأولو: فاعل، وعلامة رفعه الواو، وأولي: مفعول وعلامة نصبه الياء،


(١) وقد بقي عليه مما يلحق بالمثنى: ما سمي به مما أصله مثنى، نحو حسنين ومحمدين وسبعين، وقد كان من الحق عليه أن يذكره، كما ذكر في الملحق بجمع المذكر السالم ما سمي به، وكما ذكر في جمع المؤنث السالم ما سمي به، وهذا النوع يعرب في اللغة الفصحى كإعراب المثنى: بالألف رفعا، وبالياء نصبا وجرا، وفيه لغة أخرى وهي أن يلزم الألف ويعرب بحركات على النون كالممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.

وقد جاء على هذه اللغة قول تميم بن أبي بن مقبل:

ألا يا ديار الحيّ بالسّبعان ... أملّ عليها بالبلى

الشاهد فيه: قوله «بالسبعان» فإنه في الأصل مثنى سبع، ثم سمي به مكان معين، وأنت ترى أنه في موضع الجر، وقد جاء به الشاعر بالألف وأعربه بالكسرة الظاهر على النون كالاسم المختوم بألف ونون وهو مفرد نحو سلمان وعفان وشيطان، وإنما جره بالكسرة لأنه محلى بأل.

وعلى هذه اللغة ورد قول أبي نواس (مختار الأغاني لابن منظور ٣/ ١٢٨):

أسأل القادمين من حكمان ... كيف خلّفتما أبا عثمان

(٢) جمع المذكر السالم: اسم دل على أكثر من اثنين مع سلامة لفظ مفرده بزيادة في آخره، نحو «الزيدين والبكرين» والأصل أن تقول: زيد وزيد وزيد، وبكر وبكر وبكر، ثلاث مرات على الأقل، ولكنهم استثقلوا التكرار واستطالوه فقد يكون المراد به عشرة أفراد أو عشرين، فعدلوا عن التكرار إلى الزيادة في آخره. وخرج جمع المؤنث السالم فإنه دال على أكثر من اثنتين، كما خرج جمع التكسير فإنه لم يسلم فيه بناء مفرده.

ويشترط في كل اسم يراد جمعه جمع مذكر سالما جميع ما شرطناه فيما يراد تثنيته، ويزاد هنا أن يكون هذا المفرد إما علما لمذكر عاقل خال من تاء التأنيث، وإما صفة لمذكر عاقل خالية من تاء التأنيث لكنها قابلة لها.

(٣) من الآية ٢٢ من سورة النور.