[الثاني: المصدر]
  ومعناه: أثبتي، وقوله: «تحمدي» مضارع مجزوم في جوابه، وعلامة جزمه حذف النون.
  ومن أحكامه: أنه لا ينصب الفعل بعد الفاء في جوابه؛ لا تقول: «مكانك فتحمدي، وصه فنحدّثك» خلافا للكسائي، وقد قدّمت هذا الحكم في صدر المقدمة؛ فلم أحتج إلى إعادته هنا(١).
  * * *
[الثاني: المصدر]
  ص - والمصدر كضرب وإكرام، إن حلّ محلّه فعل مع أن، أو مع ما، ولم يكن:
  مصغّرا، ولا مضمرا ولا محدودا، ولا منعوتا قبل العمل، ولا محذوفا، ولا مفصولا من المعمول، ولا مؤخّرا عنه، وإعماله مضافا أكثر، نحو: {وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} وقول الشاعر:
  ... ألا إنّ ظلم نفسه المرء بيّن ...
  ومنوّنا أقيس، نحو: {أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ يَتِيماً} وبأل شاذ، نحو:
(١) اسم الفعل على ضربين: قياسي وسماعي، فأما القياسي فهو ما صيغ من فعل ثلاثي تام على وزن فعال - بفتح أوله وبناء آخره على الكسر - للدلالة على الأمر، نحو كتاب من كتب، ونظار من نظر، وصمات من صمت، وهلم جرا، وشذ صوغه من الرباعي نحو قرقار في قول الراجز:
... قالت له ريح الصّبا قرقار ...
يريد قرقر بالرعد، أي صوت به، وإلا «عرعار» في مثل قول النابغة:
ومتكنّفي جنبي عكاظ كليهما ... يدعو بها ولدانهم عرعار
وأما السماعي فألفاظ وردت عن العرب لا ضابط لها مثل صه ومه وهيهات وأف.
ومن جهة أخرى ينقسم اسم الفعل إلى قسمين: مرتجل، ومنقول، فأما المرتجل فهو: ما لم يستعمل في شيء آخر قبل كونه اسم فعل كصه وأخواته، والمنقول: هو ما استعمل قبل كونه اسم فعل في شيء آخر، والمنقول منه إما ظرف مكان نحو «مكانك» بمعنى أثبت، و «دونك هذا الكتاب» بمعنى خذه، وإما جار ومجرور نحو «عليك به» ومنه قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ.}
ثم اعلم أن الكثير الغالب في الضمير المتصل بالظرف أو بالحرف أن يكون ضمير مخاطب كما رأيت في الأمثلة من «دونك» و «عليك» وربما جاء ضمير غائب كقولهم «عليه رجلا ليسني» وفي الحديث «من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم» وربما جاء ضمير متكلم، كقول بعضهم «عليّ» وقولهم «إليّ» بتشديد الياء فيهما خلافا لبعضهم، قال في اللسان «تقول عليّ زيدا، وعليّ بزيد، بمعنى أعطني» اه.، وربما دخل الظرف أو حرف الجر على اسم ظاهر كما تقول «على محمد بزيد» وهذا غريب جدا، والأكثر - كما قلنا - اتصال الظرف وحرف الجر بضمير المخاطب كالذي ورد في القرآن الكريم {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ.}