[الإضافة المعنوية لا تجامع التنوين، ولا أل]
  القسم الثاني: أن يكون المضاف صفة، والمضاف إليه معمولا لتلك الصفة، ولهذا أيضا ثلاث صور: إضافة اسم الفاعل، ك «هذا ضارب زيد، الآن أو غدا» وإضافة اسم المفعول ك «هذا معمور الدّار، الآن أو غدا» وإضافة الصفة المشبهة باسم الفاعل ك «هذا رجل حسن الوجه» وتسمى إضافة لفظية؛ لأنها تفيد أمرا لفظيّا وهو التخفيف؛ ألا ترى أن قولك «ضارب زيد» أخفّ من قولك «ضارب زيدا»، وكذا الباقي، ولا تفيد تعريفا ولا تخصيصا؛ ولهذا صح وصف «هديا» ب «بالغ» مع إضافته إلى المعرفة في قوله تعالى:
  {هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ}(١)، وصحّ مجيء «ثاني» حالا مع إضافته إلى المعرفة في قوله تعالى:
  {ثانِيَ عِطْفِهِ}(٢).
  * * *
[الإضافة المعنوية لا تجامع التنوين، ولا أل]
  ص - ولا تجامع الإضافة تنوينا ولا نونا تالية للإعراب مطلقا، ولا «أل» إلّا في نحو:
  «الضّاربا زيد» و «الضّاربو زيد» و «الضّارب الرّجل» و «الضّارب رأس الجاني» والرّجل الضّارب غلامه».
  ش - اعلم أن الإضافة لا تجتمع مع التنوين، ولا مع النون التالية للإعراب، ولا مع الألف واللام، تقول: جاءني غلام يا هذا، فتنوّن، وإذا أضفت تقول: جاءني غلام زيد، فتحذف التنوين، وذلك لأنه يدلّ على كمال الاسم، والإضافة تدل على نقصانه، ولا يكون الشيء كاملا ناقصا، وتقول: جاءني مسلمان، ومسلمون، فإذا أضفت قلت:
  مسلماك، ومسلموك، فتحذف النون، قال اللّه تعالى: {وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ}(٣) {إِنَّكُمْ لَذائِقُوا الْعَذابِ}(٤) {إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ}(٥) والأصل: المقيمين، ولذائقون، ومرسلون، والعلة في حذف النون هي العلة في حذف التنوين؛ لكونها قائمة مقام التنوين.
  وإنما قيّدت النون بكونها تالية للإعراب احترازا من نوني المفرد وجمع التكسير،
(١) من الآية ٩٥ من سورة المائدة.
(٢) من الآية ٩ من سورة الحج.
(٣) من الآية ٣٥ من سورة الحج.
(٤) من الآية ٣٨ من سورة الصافات.
(٥) من الآية ٢٧ من سورة القمر.