[حروف الجر، وأنواعها]
[حروف الجر، وأنواعها]
  وبدأت بالمجرور بالحرف؛ لأنه الأصل.
  والحروف الجارّة عشرون حرفا، أسقطت منها سبعة - وهي: خلا، وعدا، وحاشا، ولعلّ، ومتى، وكي، ولولا - وإنما أسقطت [منها] الثلاثة الأول لأني ذكرتها في الاستثناء؛ فاستغنيت بذلك عن إعادتها، وإنما أسقطت الأربعة الباقية لشذوذها، وذلك لأن «لعلّ» لا يجرّبها إلّا عقيل: قال شاعرهم:
[«لعل» حرف جر في لغة عقيل]
  ١١١ - لعلّ اللّه فضّلكم علينا ... بشيء أنّ أمّكم شريم
=
السّالك الثّغرة اليقظان كالثها ... مشي الهلوك عليها الخيعل الفضل
فقد رفع «الفضل» لمجاورته للخيعل المرفوع، مع أن «الفضل» نعت للهلوك المجرور بإضافة مشى، كذا قالوا، وفيه نظر.
١١١ - هذا البيت من الشواهد التي لم نقف على نسبتها إلى قائل معين، وقد أنشده ابن عقيل (رقم ١٩٧) والمؤلف في أوضحه (رقم ٢٨٨) والأشموني (رقم ٥٢٢).
اللغة: «أن» يجوز في همزة هذا الحرف الفتح، على أن تكون مؤولة بمصدر، ويكون المصدر المنسبك مجرورا بدلا من «شيء» المجرور بالباء، ويجوز في الهمزة الكسر على أن تكون الجملة استئنافية جيء بها لقصد التعليل، والمعنى على التهكم «شريم» هي المرأة المفضاة التي اتحد مسلكاها، ويقال فيها: شرماء وشروم - بفتح الشين - أيضا.
المعنى: يقول: إنكم تفخرون من غير أن يكون لكم ما تفخرون به، وإني لأرجو أن يكون اللّه تعالى قد جعل لكم فضلا تتباهون به، وذلك أن أمكم شرماء، وهو من باب توكيد الذم بما يشبه المدح.
الإعراب: «لعل» حرف ترج وجر شبيه بالزائد «اللّه» مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد «فضلكم» فضل: فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى المبتدأ، والكاف ضمير المخاطب مفعول به مبني على الضم في محل نصب، والميم حرف دال على جمع المخاطب، والجملة من الفعل وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر المبتدأ، «علينا» جار ومجرور متعلق بفضل «بشيء» جار ومجرور متعلق بفضل أيضا «أن» حرف توكيد ونصب «أمكم» أم: اسم أن، وأم مضاف وضمير المخاطبين مضاف إليه، والميم علامة على جمع المخاطب «شريم» خبر أن، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بدل من «شيء».
الشاهد فيه: قوله «لعل اللّه» حيث جر بلعل ما بعدها لفظا، وهو في التقدير مرفوع على أنه مبتدأ، كما أوضحناه في إعراب البيت، والجر بلعل لغة عقيل، دون سائر العرب.
ومثل هذا البيت قول كعب بن سعد الغنوي، ويقال إنه لسهل الغنوي أخيه:
فقلت ادع أخرى وارفع الصّوت جهرة ... لعلّ أبي المغوار منك قريب