شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[انقسام الكلمة إلى اسم وفعل وحرف]

صفحة 32 - الجزء 1

  فإن قلت: فلم عدلت عن اللفظ إلى القول؟

  قلت: لأن اللفظ جنس بعيد؛ لانطلاقه على المهمل والمستعمل، كما ذكرنا، والقول جنس قريب؛ لاختصاصه بالمستعمل، واستعمال الأجناس البعيدة في الحدود معيب عند أهل النظر.

  * * *

[انقسام الكلمة إلى اسم وفعل وحرف]

  ص - وهي: اسم، وفعل، وحرف.

  ش - لمّا ذكرت حدّ الكلمة، بيّنت أنها جنس تحته ثلاثة أنواع: الاسم، والفعل، والحرف؛ والدليل على انحصار أنواعها في هذه الثلاثة الاستقراء⁣(⁣١)؛ فإن علماء هذا الفن تتبّعوا كلام العرب، فلم يجدوا إلا ثلاثة أنواع، ولو كان⁣(⁣٢) ثمّ نوع رابع لعثروا على شيء منه.

  * * *

[علامات الاسم]

  ص - فأمّا الاسم فيعرف: بأل كالرّجل، وبالتّنوين كرجل، وبالحديث عنه كتاء ضربت.

  ش - لما بيّنت ما انحصرت فيه أنواع الكلمة الثلاثة، شرعت في بيان ما يتميز به كلّ واحد منها عن قسيميه؛ لتتم فائدة ما ذكرته، فذكرت للاسم ثلاث علامات⁣(⁣٣):


(١) وأيضا فالكلمة إما ألا تدل على معنى في نفسها بل يكون معناها في غيرها، وإما أن تدل على معنى في نفسها، والأول الحرف، والثاني إما أن يكون الزمن جزءا من معناها، وإما لا، الأول الفعل والثاني الاسم، والدليل الذي ذكره المؤلف على انحصار الكلمة في الأقسام الثلاثة استقرائي؛ فيسمى الحصر بالنسبة إليه «الحصر الاستقرائي» والدليل الذي ذكرناه لذلك عقلي، وعليه يسمى الحصر «الحصر العقلي».

(٢) في نسخة «فلو كان» بالفاء مكان الواو.

(٣) فإن قلت: كان الأولى في تمييز كل واحد عن أخويه أن يذكر تعريفه ويحده بالحد الذي اصطلح النحاة عليه، لأن الحد أتم فائدة وأشد تحقيقا لكونه مطردا منعكسا.

فالجواب عن ذلك أنه قصد التسهيل على المبتدئين فذكر لهم ما لا يكاد يخفى على أحد منهم: وهو العلامات.