شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[متى تكون «أل» موصولة؟]

صفحة 125 - الجزء 1

  وكذلك «الّذين» وهو بالياء في أحواله كلها، وهذيل⁣(⁣١) وعقيل يقولون «الّذون»⁣(⁣٢) رفعا، و «الّذين» جرّا ونصبا، و «اللّائي» و «اللّاتي» ولك فيهما إثبات الياء وتركها.

  والمشتركة: من، وما، وأيّ، وأل، وذو، وذا؛ فهذه الستة تطلق على المفرد والمثنى والمجموع، المذكّر من هذا كله والمؤنث، تقول في من: «يعجبني من جاءك، ومن جاءتك، ومن جاءاك، ومن جاءتاك، ومن جاؤوك، ومن جئنك» وتقول في «ما» لمن قال:

  «اشتريت حمارا، أو أتانا، أو حمارين، أو أتانين، أو حمرا، أو أتنا»: «أعجبني ما اشتريته، وما اشتريتها، وما اشتريتهما، وما اشتريتهم⁣(⁣٣) وما اشتريتهنّ»، وكذلك تفعل في البواقي.

[متى تكون «أل» موصولة؟]

  وإنما تكون «أل» موصولة بشرط أن تكون داخلة على وصف صريح، لغير تفضيل⁣(⁣٤)، وهو ثلاثة: اسم الفاعل كالضارب، واسم المفعول كالمضروب، والصفة المشبّهة كالحسن؛ فإذا دخلت على اسم جامد كالرجل، أو على وصف يشبه الأسماء الجامدة كالصاحب، أو على وصف التفضيل كالأفضل والأعلى⁣(⁣٥)؛ فهي حرف تعريف.


= الثالثة: حذف النون، تخفيفا بسبب طول الموصول بالصلة والعائد، وقد جاء على هذه اللغة قول الأخطل:

أبني كليب إنّ عمّيّ اللّذا ... قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا

وقول الآخر:

... هما اللّتا لو ولدت تميم ...

(١) عبارة غيره «وهذيل أو عقيل» وهي عبارة تدل على أن الذين لغتهم ذلك إحدى القبيلتين؛ ولكن العلماء اختلفوا في صاحبة هذه اللغة منهما، والشاهد المحظوظ لهذه اللغة قائله رجل من بني عقيل، وستعرفه قريبا جدا.

(٢) وقد ورد منه قول أبي حرب بن الأعلم أحد بني عقيل، وهو شاعر جاهلي:

نحن الّذون صبّحوا صباحا ... يوم النّخيل غارة ملحاحا

(٣) قد عبر المؤلف عن الحمر بضمير جمع الذكور العقلاء، وذلك غير جائز، وقد تمحل له العلامة السجاعي بأنه نزلها منزلة العقلاء، وذلك كلام عجيب.

(٤) المراد بالوصف الصريح الخالص للوصفية، وهو الذي لم تغلب عليه الاسمية، فيخرج بمجموع القيود ثلاثة أشياء؛ الأول: الاسم الذي لا وصفية فيه كالرجل والغلام، والثاني: الاسم الذي أصله وصف ثم غلبت الاسمية عليه، مثل الأبطح والأجرع، والثالث: اسم التفضيل مثل الأعلم والأكرم، فإن أل الداخلة على هذه الأنواع الثلاثة حرف تعريف لا اسم موصول.

بقي أن المراد باسم الفاعل هو المعروف في تعريفه وهو ما دل على ذات وحدث قام بها أو وقع منها، نحو قائم وضارب، فإن دل على ذات وحدث ثابت لها - نحو «المؤمن»، ونحو «الفاسق» و «الكافر» صار صفة مشبهة؛ لأن هذا المعنى هو معنى الصفة المشبهة، وعلى هذا يكون هذا النوع رابعا لما يخرج بالقيود المذكورة.

(٥) في بعض النسخ «كالأفضل والأعلم».