شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[«أم» في لغة حمير كأل عند باقي العرب]

صفحة 137 - الجزء 1

  ص - وإبدال اللام ميما لغة حميريّة.

[«أم» في لغة حمير كأل عند باقي العرب]

  ش - لغة حمير إبدال لام أل ميما، وقد تكلم النبي ÷ بلغتهم، إذ قال: «ليس من امبرّ امصيام في امسفر» وعليه قول الشاعر:

  ٣٧ - ذاك خليلي وذو يواصلني ... يرمي ورائي بامسهم وامسلمه


٣٧ - قد أنشد جماعة منهم الأشموني (ش ٩٨) هذا البيت على ما تراه في إنشاد المؤلف، ولم ينسبه كثير منهم إلى قائل معين، وقد نسبه ابن بري إلى بجير بن عنمة الطائي، والصواب في إنشاده هكذا:

وإنّ مولاي ذو يعاتبني ... لا إحنة عنده ولا جرمه

ينصرني منك غير معتذر ... يرمي ورائي بامسهم وامسلمه

وأنت ترى أن النحاة قد ركبوا صدر البيت الأول بعد تغيير في بعض كلماته على عجز البيت الثاني، هذا، والبيت الشاهد كله ساقط من بعض نسخ الشرح.

اللغة: «مولاي» أراد به الناصر والمعين «ذو يعاتبني» أي الذي يعاتبني «إحنة» هي الحقد «جرمه» بفتح الجيم وكسر الراء - الجرم والجريمة «بامسهم» أراد بالسهم «وامسلمه» أراد السلمة، وهي - بفتح السين وكسر اللام - الواحدة من السلم بفتح فكسر - أو السّلام - بزنة رجال - وهي الحجارة الصلبة.

المعنى: يقول: إن الذي أتوقع منه النصر والمعونة هو من يعاتبني إذا بدر مني ما يستوجب العتاب؛ لأن المودة تبقى ما بقي العتاب، ولكن على أن يكون العتاب سببا في نقاء الصدر وذهاب دواعي الحقد، ولا يكون مأتاه قطع أواصر الألفة؛ فهذا الذي آمل منه الانتصار لي، والدفاع عني، وهو الذي أستند إليه في قتال الأعداء.

الإعراب: مع أننا بينا صواب الرواية سنعرب ما رواه المؤلف، فنقول: «ذاك» ذا: اسم إشارة مبتدأ مبني على السكون في محل رفع، والكاف حرف خطاب «خليلي» خليل: خبر المبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وخليل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه مبني على السكون في محل جر «وذو» الواو حرف عطف، ذو: اسم موصول معطوف على خليلي، مبني على السكون في محل رفع «يواصلني» يواصل» فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ذو، والنون للوقاية، والياء مفعول به مبني على السكون في محل نصب، والجملة من الفعل والفاعل والمفعول لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الذي هو ذو «يرمي» فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء، منع من ظهورها الثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو «ورائي» وراء: ظرف مكان متعلق بيرمي، منصوب على الظرفية، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، ووراء مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «بامسهم» جار ومجرور متعلق بيرمي، «وامسلمه» الواو حرف عطف، امسلمه: معطوف على امسهم، والمعطوف على المجرور مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، وإنما سكن هنا لأجل الوقف. =