شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الترخيم: معناه، شروطه]

صفحة 239 - الجزء 1

[الترخيم: معناه، شروطه]

  ص - فصل، ويجوز ترخيم المنادى المعرفة، وهو: حذف آخره تخفيفا؛ فذو التّاء مطلقا، كيا طلح، ويا ثب، وغيره: بشرط ضمّه، وعلميّته، ومجاوزته ثلاثة أحرف، كيا جعف و: ضمّا، وفتحا.

  ش - من أحكام المنادى الترخيم، وهو: حذف آخره تخفيفا، وهي تسمية قديمة، وروي أنه قيل لابن عباس: إن ابن مسعود قرأ: {وَنادَوْا يا مالِكُ}⁣(⁣١)، فقال: ما كان أشغل⁣(⁣٢) أهل النار عن الترخيم! ذكره الزمخشري وغيره، وعن بعضهم أن الذي حسّن الترخيم هنا أن فيه الإشارة إلى أنهم يقتطعون بعض الاسم؛ لضعفهم عن إتمامه.

  وشرطه: أن يكون الاسم معرفة، ثم إن كان مختوما بالتاء لم يشترط فيه علمية ولا زيادة على الثلاثة؛ فتقول في ثبة - وهي الجماعة - «يا ثب» كما تقول في عائشة «يا عائش» وإن لم يكن مختوما بالتاء فله ثلاثة شروط؛ أحدها: أن يكون مبنيا على الضم، والثاني:

  أن يكون علما، والثالث: أن يكون متجاوزا ثلاثة أحرف، وذلك نحو: «حارث، وجعفر» تقول: «يا حار»⁣(⁣٣)، و «يا جعف» ولا يجوز في نحو: «عبد اللّه» و «شاب قرناها» أن يرخّما


(١) من الآية ٧٧ من سورة الزخرف.

(٢) في بعض النسخ «ما كان أغنى إلخ».

(٣) ومنه قول الشاعر:

يا حار لا أرمين منكم بداهية ... لم يلقها سوقة قبلي ولا ملك

ومثله قول النابغة الذبياني:

أقول والنّجم قد مالت أواخره ... إلى المغيب: تثبّت نظرة حار

ومثله أيضا قول عبيد بن الأبرص:

يا حار ما راح من قوم ولا ابتكروا ... إلّا وللموت في آثارهم حادي

يا حار ما طلعت شمس ولا غربت ... إلّا تقرّب آجال لميعاد

ومثله قول امرئ القيس:

أحار ترى برقا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبّى مكلّل

و «حار» أصله يا حارث كما قال المؤلف، وهو علم منقول عن اسم الفاعل، فلا شذوذ في ترخيمه على هذا الوجه، وقد أجروا مجراه كلمة «صاحب» مع أنه نكرة وليس فيها تاء التأنيث، فرخموها شذوذا، وقد جاء من ذلك في الشعر المحتج به كثير، من ذلك قول الشاعر:

صاح شمّر ولا تزل ذاكر المو ... ت فنسيانه ضلال مبين

ومنه قول الآخر: =