شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الباب السادس: الأفعال الخمسة]

صفحة 76 - الجزء 1

  للتعريف؛ فعلى هذا ليس فيه إلا وزن الفعل خاصة، ويحتمل أن يكون باقيا على علميته و «أل» زائدة فيه كما زعم من مثّل به.

  * * * ص - والأمثلة الخمسة، وهي: تفعلان، وتفعلون، بالياء والتّاء فيهما، وتفعلين؛ فترفع بثبوت النّون، وتجزم وتنصب بحذفها، نحو: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}.

[الباب السادس: الأفعال الخمسة]

  ش - الباب السادس مما خرج عن الأصل: الأمثلة الخمسة.

  وهي: كلّ فعل مضارع اتصلت به ألف الاثنين نحو: «يقومان» للغائبين و «تقومان» للحاضرين، أو واو الجمع، نحو: «يقومون» للغائبين، و «تقومون» للحاضرين، أو ياء المخاطبة نحو: «تقومين»⁣(⁣١).

[حكم هذه الأفعال]

  وحكم هذه الأمثلة الخمسة أنها ترفع بثبوت النون نيابة عن الضمة⁣(⁣٢)، وتجزم


= ترجع إحداهما إلى اللفظ والأخرى إلى المعنى، بل يكون فيه علة واحدة وهي وزن الفعل، لأن العلمية قد زالت عند قصد التنكير، وإذا كان فيه علة واحدة لم يكن ممنوعا من الصرف؛ فلا يصح التمثيل به للممنوع من الصرف الذي يجر بالكسرة لدخول الألف واللام عليه.

والأمر الثاني: أن تكون «أل» قد زيدت فيه للضرورة بسبب اتصاله في اللفظ بالوليد الذي دخلت «أل» للمح الأصل، وإذا كانت «أل» زائدة كانت العلمية باقية؛ فيكون فيه العلتان العلمية ووزن الفعل؛ فيكون من الممنوع من الصرف الذي يجر بالكسرة لدخول «أل» عليه.

هذا بيان ما قصد إليه المؤلف من إنشاد هذا البيت في هذا الموضع.

واعلم أن المؤلف قد استشهد بهذا البيت في بعض كتبه منها «أوضح المسالك» على أن «أل» في «اليزيد» زائدة ضرورة، وصرح بأن قصد التنكير الذي ذكره ههنا مما لا تقوم عليه حجة ظاهرة؛ فلا محل - مع هذا الكلام - لتفضيل تمثيله للممنوع من الصرف الذي يجر بالكسرة بسبب دخول أل عليه على تمثيل غيره بهذا البيت، من قبل أن الوجه الآخر الذي جعل احتماله سببا للتفضيل ليس مما يصح التعويل عليه، كما ذكر هو نفسه في غير هذا الكتاب.

(١) قد رأيت أن المضارع المسند لألف الاثنين يكون مبدوءا بياء المضارع أو بتاء المضارعة، وأن المضارع المسند لواو الجماعة يكون مبدوءا أيضا بالياء أو بالتاء، وأن المضارع المسند لياء المخاطبة لا يكون مبدوءا إلا بتاء المضارعة، ومن هنا كانت هذه الأفعال المضارعة المسند إلى ضمائر الرفع المتصلة خمسة أنواع، ومن هنا سموها «الأفعال الخمسة».

(٢) قد تحذف النون التي ترفع بثبوتها الأفعال الخمسة، وهي في هذا الحذف على ضربين:

الأول: جائز في النثر والنظم. =