شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يجوز دخول اللام على خبر إن أو اسمها، أو معمول خبرها، أو ضمير الفصل]

صفحة 187 - الجزء 1

[يجوز دخول اللام على خبر إن أو اسمها، أو معمول خبرها، أو ضمير الفصل]

  ص - ويجوز دخول اللّام على ما تأخّر من خبر «إنّ» المكسورة، أو اسمها، أو ما توسّط من معمول الخبر، أو الفصل، ويجب مع المخفّفة إن أهملت ولم يظهر المعنى.

  ش - يجوز دخول لام الابتداء بعد إنّ المكسورة على واحد من أربعة: اثنين متأخرين، واثنين متوسطين؛ فأما المتأخران فالخبر نحو: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ}⁣(⁣١) والاسم نحو: {إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً}⁣(⁣٢)، وأما المتوسطان فمعمول الخبر، نحو: «إنّ زيدا لطعامك آكل» والضمير المسمى عند البصريين فصلا وعند الكوفيين عمادا، نحو: {إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ}⁣(⁣٣) {وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ}⁣(⁣٤).

  وقد يكون دخول اللام واجبا، وذلك إذا خفّفت إنّ، وأهملت، ولم يظهر قصد الإثبات كقولك: «إن زيد لمنطلق» وإنما وجبت ههنا فرقا بينها وبين إن النافية كالتي في قوله تعالى: {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا}⁣(⁣٥) ولهذا تسمى اللام الفارقة؛ لأنها فرقت بين النفي والإثبات.

  فإن اختلّ شرط من الثلاثة كان دخولها جائزا، لا واجبا، لعدم الالتباس، وذلك إذا شدّدت نحو: «إنّ زيدا قائم» أو خفّفت وأعملت، نحو: «إن زيدا قائم» أو خفّفت وأهملت وظهر المعنى، كقول الشاعر:

  ٦٤ - أنّا ابن أباة الضّيم من آل مالك ... وإن مالك كانت كرام المعادن

  * * *


(١) من الآية ٦ من سورة الرعد. والمغفرة: الغفران. وهو الصفح عن الذنوب.

(٢) من الآية ٢٦ من سورة النازعات، من الآية ١٣ من سورة آل عمران.

(٣) من الآية ٦٢ من سورة آل عمران.

(٤) الآيتان ١٦٥، ١٦٦ من سورة الصافات.

(٥) من الآية ٦٨ من سورة يونس.

٦٤ - هذا البيت للطرماح، واسمه الحكم بن حكيم، وكنيته أبو نفر، وأنشده الأشموني (رقم ٢٧٨) وابن عقيل (رقم ١٠٣) والمؤلف في أوضحه (رقم ١٤٦).

اللغة: «أباة» بضم الهمزة - جمع آب، مثل قضاة جمع قاض، وغزاة جمع غاز، ودعاة جمع داع، ورماة جمع رام، والآبي: اسم فاعل فعله أبى، ومعناه امتنع «الضيم» الظلم «كرام المعادن» طيبة الأصول.