شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[الصفة المشبهة]

صفحة 308 - الجزء 1

[الصفة المشبهة]

  ص - والصّفة المشبّهة باسم الفاعل المتعدّي لواحد، وهي: الصّفة المصوغة لغير تفضيل لإفادة الثّبوت، ك «حسن، وظريف، وطاهر، وضامر» ولا يتقدّمها معمولها، ولا يكون أجنبيّا، ويرفع على الفاعليّة أو الإبدال، وينصب على التّمييز أو التّشبيه بالمفعول به، والثّاني يتعيّن في المعرفة، ويخفض بالإضافة.

  ش - النوع السادس من الأسماء العاملة عمل الفعل: الصفة المشبهة باسم الفاعل المتعدّي لواحد.

  وهي: «الصفة، المصوغة لغير تفضيل؛ لإفادة نسبة الحدث إلى موصوفها، دون إفادة الحدوث»⁣(⁣١).

  مثال ذلك: «حسن» في قولك: «مررت برجل حسن الوجه» فحسن: صفة، لأن الصفة ما دلّ على حدث وصاحبه، وهذه كذلك، وهي مصوغة لغير تفضيل قطعا، لأن الصفات الدالة على التفضيل هي الدالة على مشاركة وزيادة كأفضل وأعلم وأكثر، وهذه ليست كذلك، وإنما صيغت لنسبة الحدث إلى موصوفها، وهو الحسن، وليست مصوغة


= والفرق بين اسم الفاعل واسم المفعول - في صناعة الإعراب - أن اسم الفاعل الدال على الحدوث لا يجوز أن يضاف إلى مرفوعه؛ فلا يجوز أن تقول: «محمد ضارب أبيه زيدا» وذلك لأن الذات التي يدل عليها ضارب هي الأب، فلو أضفت «ضارب» إلى الأب كنت قد أضفت الشيء إلى نفسه، وقد تقرر أنه لا تجوز إضافة الشيء إلى نفسه، فيجب في هذا المثال أن تقول: محمد ضارب أبوه زيدا، بتنوين ضارب ورفع «أبوه» على أنه فاعل، أما اسم المفعول فيجوز أن تضيفه إلى مرفوعه، فتقول: «زيد محمود المقاصد» بإضافة محمود إلى المقاصد، وأصله «زيد محمودة مقاصده» برفع مقاصد على أنه نائب فاعل.

وشيء آخر يفرق بينهما؛ وهو أن اسم الفاعل يؤخذ من مصدر الفعل المتعدي نحو ضارب ومكرم؛ ومن مصدر الفعل اللازم، نحو خارج وقاعد؛ أما اسم المفعول فلا يؤخذ إلا من مصدر الفعل المتعدي نحو مضروب ومأسور؛ إلا أن يكون مع الظرف أو الجار والمجرور.

(١) الصفة المشبهة تدل على ثبوت حدث لذات، فإذا قلت: «زيد شجاع» أو قلت: «زيد جميل» كان معنى ذلك إثبات الشجاعة أو الجمال لزيد واستمرار الشجاعة أو الجمال في جميع أوقات وجود زيد، ولا تدل على الحدوث ولا التجدد، والدليل على ذلك أنك إذا أردت الدلالة على الحدوث حولت الصفة المشبهة إلى صيغة اسم الفاعل، فتقول في «زيد حسن»: «زيد حاسن» تريد أن الحسن حدث له بعد أن لم يكن، وتقول في «زيد ضيق صدره»: «زيد ضائق صدره» وقال اللّه تعالى: {وَضائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ} لما أريد أن الضيق حدث بعد أن لم يكن؛ فلو كانت صيغتها تدل على الحدوث لما حولت إلى صيغة أخرى.

والصفة المشبهة لا تؤخذ إلا من مصدر الفعل اللازم، وهذا أحد وجوه الفرق بينها وبين اسم الفاعل، وستأتي مفصلة.