شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[هذه العلل على ثلاثة أقسام]

صفحة 356 - الجزء 1

  ١٤٤ - لم تتلفّع بفضل مئزرها ... دعد، ولم تسق دعد في العلب

  فهذه جميع العلل، وقد أتينا على شرحها شرحا يليق بهذا المختصر.

[هذه العلل على ثلاثة أقسام]

  ثم اعلم أنها على ثلاثة أقسام:

  الأول: ما يؤثر وحده. ولا يحتاج إلى انضمام علّة أخرى. وهو شيئان: الجمع، وألفا التأنيث⁣(⁣١).

  الثاني: ما يؤثر بشرط وجود العلمية، وهو ثلاثة أشياء: التأنيث بغير الألف، والتركيب، والعجمة، نحو: «فاطمة، وزينب، ومعديكرب، وإبراهيم». ومن ثمّ انصرف صنجة وإن كان مؤنثا أعجميا، وصولجان، وإن كان أعجميّا ذا زيادة، ومسلمة وإن كان مؤنثا وصفا، لانتفاء العلمية فيهن.

  الثالث: ما يؤثر بشرط وجود أحد أمرين: العلمية، أو الوصفية، وهو ثلاثة أيضا:


١٤٤ - هذا البيت من شواهد سيبويه (ج ٢ ص ٢٢) وقد نسبه الأعلم إلى جرير بن عطية، وينسبه بعض الناس لعبيد اللّه بن قيس الرقيات، وقد استشهد به المؤلف في كتابه شذور الذهب (رقم ٢٣٨).

اللغة: «تتلفع» تتقنع، ويقال: التلفع هو إدخال فضل الثوب تحت أصل العضد «العلب» بضم ففتح - جمع علبة، وهي - بضم فسكون - وعاء من جلد يشرب فيه الأعراب «دعد» اسم امرأة.

المعنى: يصف هذه المرأة بأنها حضرية، رقيقة العيش، ناعمة الحال، فهي لا تلبس لباس الأعراب، ولا تتغذى غذاءهم.

الإعراب: «لم» حرف نفي وجزم وقلب «تتلفع» فعل مضارع مجزوم بلم «بفضل» جار ومجرور متعلق وتتلفع، وفضل مضاف ومئزر من «مئزرها» مضاف إليه، مجرور بالكسرة الظاهرة، ومئزر مضاف وضمير الغائبة العائد إلى دعد مضاف إليه «دعد» فاعل تتلفع «ولم» الواو عاطفة، لم: نافية جازمة «تسق» فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف الألف والفتحة قبلها دليل عليها «دعد» نائب فاعل تسق «في العلب» جار ومجرور متعلق بتسق.

الشاهد فيه: قوله «دعد» في المرتين؛ فإن هذا علم مؤنث، وهو ثلاثي ساكن الوسط غير أعجمي، وقد أتى به الشاعر منونا في الجملة الأولى، وغير منون في الجملة الثانية؛ فدل ذلك على أن العلم المؤنث إذا كان ثلاثيا، وكان مع ذلك ساكن الوسط، ولم يكن أعجميا، جاز فيه الصرف وعدمه.

(١) أما أن هذا النوع قد اكتفى فيه بعلة واحدة فلأن هذه العلة الواحدة قامت مقام العلتين، وذلك بسبب أن لهذه العلة الفرعية جهتين: جهة راجعة إلى المعنى، وهي عدم النظير فيهما، وجهة راجعة إلى اللفظ، وهي كونه جمعا والجمع فرع المفرد، أو كونه مؤنثا والمؤنث فرع المذكر.