شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[يأتي ما عدا ليس وزال وفتئ تاما]

صفحة 159 - الجزء 1

[يأتي ما عدا ليس وزال وفتئ تاما]

  ص - وغير ليس وفتئ وزال، بجواز التّمام، أي: الاستغناء عن الخبر، نحو: {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ}، {فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}، {خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ}.

  ش - ويختص ما عدا فتئ وزال وليس⁣(⁣١) من أفعال هذا الباب بجواز استعماله تاما، ومعنى التمام: أن يستغني بالمرفوع عن المنصوب، كقوله تعالى: {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ}⁣(⁣٢) {فَسُبْحانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}⁣(⁣٣) {خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ}⁣(⁣٤).

  وقال الشّاعر:

  ٤٦ - تطاول ليلك بالإثمد ... وبات الخليّ ولم ترقد

  وبات وباتت له ليلة ... كليلة ذي العائر الأرمد

  وذلك من نبإ جاءني ... وخبّرته عن بني الأسود


= حال، على ما ذهب إليه المؤلف، ولو أنك أبقيتها على معناها الأصلي - وهو تقييد وقوع الخبر على المبتدأ بوقت الضحى - لم يكن في ذلك بأس، هذا ما ظهر لي، واللّه الموفق.

(١) دخل في كلام المؤلف فيما يجيء ناقصا تارة وتاما تارة أخرى من أفعال هذا الباب «ظل» وقد اختلف العلماء فيه، فذهب ابن مالك إلى أنه يجيء تاما بمعنى طال أو دام، وذكر الرضي أنها لا تجيء إلا ناقصة، ورد أبو حيان كلام الرضي بأنه مخالف لأئمة اللغة والنحو.

(٢) من الآية ٢٨٠ من سورة البقرة.

(٣) من الآية ١٧ من سورة الروم.

(٤) من الآية ١٠٨ من سورة هود.

٤٦ - هذه الأبيات لامرئ القيس بن عانس - بعين مهملة وبعد الألف نون، ويقال عابس، بالباء مكان النون - ابن المنذر، وهو شاعر جاهلي، وقد استشهد الأشموني بالبيت الثاني منها (رقم ١٨٨) وشرحناه هناك مع بقية الأبيات شرحا وافيا، واستشهد بها جار اللّه الزمخشري في تفسير سورة الفاتحة من الكشاف.

اللغة: «الإثمد» بكسر الهمزة والميم بينهما ثاء ساكنة، وضبط بفتح الهمزة أيضا، وضبط بضمها - وهو اسم مكان معين «الخلي» الخالي من العشق ونحوه «العائر» القذى في العين «الأرمد» المصاب بالرمد «عن بني الأسود» يروى في مكانه «عن أبي الأسود».

المعنى: يصف أنه بات ليلة طويلة بمكان اسمه الإثمد، لا يرقد له جفن، ولا يطمئن جنبه على فراش، بسبب ما وصل إليه من الخبر عن أبي الأسود. =