شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[المستغاث به: معناه]

صفحة 244 - الجزء 1

  وفي نحو: «هبيّخ، وقنوّر» لأن حرف العلة محرّك.

  والثالث: أن يكون المحذوف كلمة برأسها، وذلك في المركّب تركيب المزج⁣(⁣١)، نحو: «معدي كرب» و «حضر موت» تقول: «يا حضر».

  * * *

[المستغاث به: معناه]

  ص - فصل، ويقول المستغيث: «يا للّه للمسلمين» بفتح لام المستغاث به. إلّا في لام المعطوف الذي لم يتكرّر معه يا نحو «يا زيدا لعمرو».

  ش - من أقسام المنادى: المستغاث [به].

  وهو: «كلّ اسم نودي ليخلّص من شدة، أو يعين على دفع مشقّة».

  ولا يستعمل له من حروف النداء إلا «يا» خاصّة، والغالب استعماله مجرورا بلام مفتوحة، وهي متعلقة بيا عند ابن جني؛ لما فيها من معنى الفعل، وعند ابن الصائغ وابن عصفور بالفعل المحذوف، وينسب ذلك إلى سيبويه، وقال ابن خروف: هي زائدة فلا تتعلق بشيء، وذكر⁣(⁣٢) المستغاث له بعده مجرورا بلام مكسورة دائما على الأصل، وهي حرف تعليل، وتعلّقها بفعل محذوف، وتقديره: أدعوك لكذا، وذلك كقول عمر ¥: «يا للّه للمسلمين»⁣(⁣٣) - بفتح اللام الأولى وكسر الثانية - وإذا عطفت عليه مستغاثا آخر؛ فإن أعدت «يا» مع المعطوف فتحت اللام، قال الشاعر:


(١) اعلم أن المركب على أربعة أنواع، الأول: أن يكون مركبا مزجيا، وهذا إما أن يكون مختتما بلفظ «ويه» مثل سيبويه وعمرويه وخالويه ونفطويه، وإما ألا يكون مختتما بها كأمثلة الشارح، والثاني: المركب الإسنادي كبرق نحره وشاب قرناها، والثالث: المركب الإضافي نحو عبد اللّه وأبي بكر وأم كلثوم، والرابع: المركب العددي نحو أحد عشر واثني عشر، ثم اعلم أنه لم يسمع من العرب ترخيم شيء من المركبات سوى المركب المزجي، لا جرم لم يذكر المؤلف في هذا الموضع غيره، وبعض النحويين يقيس ما لم يأت عن العرب على ما جاء عنهم، ولا نذهب مذهب هؤلاء.

(٢) أي: والغالب ذكر المستغاث له بعد المستغاث به، وأن يكون المستغاث له مجرورا بلام الجر مكسورة على ما هو الأصل في لام الجر التي تبنى على الكسر ليناسب لفظها عملها.

(٣) ونظير ذلك قول قيس بن ذريح (العقد ٦/ ١٢٥ اللجنة):

تكنّفني الوشاة فأزعجوني ... فيا للّه للواشي المطاع