شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[انقسام الاسم إلى معرب ومبني]

صفحة 33 - الجزء 1

  (١) علامة من أوله، وهي الألف واللام⁣(⁣١)، كالفرس، والغلام.

  (٢) وعلامة من آخره، وهي التنوين، وهو «نون زائدة، ساكنة، تلحق الآخر لفظا، لا خطّا، لغير توكيد» نحو: «زيد، ورجل، وصه، وحينئذ، ومسلمات» فهذه وما أشبهها أسماء؛ بدليل وجود التنوين في آخرها.

  (٣) وعلامة معنوية، وهي الحديث عنه ك «قام زيد»، فزيد: اسم؛ لأنك حدّثت عنه بالقيام، وهذه العلامة أنفع العلامات المذكورة للاسم، وبها استدلّ على اسمية التاء في «ضربت» ألا ترى أنها لا تقبل «أل» ولا يلحقها التنوين، ولا غيرها من العلامات التي تذكر للاسم، سوى الحديث عنها فقط.

  * * *

[انقسام الاسم إلى معرب ومبني]

  ص - وهو ضربان: معرب، وهو: ما يتغيّر آخره بسبب العوامل الدّاخلة عليه:

  كزيد، ومبنيّ، وهو بخلافه: كهؤلاء في لزوم الكسر، وكذلك حذام، وأمس، في لغة الحجازيّين، وكأحد عشر وأخواته في لزوم الفتح، وكقبل وبعد وأخواتهما في لزوم الضمّ، إذا حذف المضاف إليه ونوي معناه، وكمن وكم في لزوم السّكون، وهو أصل البناء.

  ش - لما فرغت من تعريف الاسم بذكر شيء من علاماته عقّبت ذلك ببيان انقسامه إلى معرب، ومبنيّ، وقدّمت المعرب لأنه الأصل، وأخّرت المبنيّ لأنه الفرع.

  وذكرت أنّ المعرب⁣(⁣٢) هو «ما يتغيّر آخره بسبب ما يدخل عليه من العوامل» كزيد،


(١) كان الأولى أن يعبر بدل قوله «أل» أو «الألف واللام» بأن يقول «بأداة التعريف» فإن كلمة أداة التعريف أكثر شمولا، لأن النحاة يختلفون في أداة التعريف؛ فمنهم من يقول: الألف واللام جميعهما هما أداة التعريف، ومنهم من يقول: أداة التعريف هي اللام وحدها، وأيضا فإن أداة التعريف عند حمير هي «أم» وسيأتي في كلامه بيان أن «أم» الحميرية مثل أل، ولو قال «بأداة التعريف» لشمل ذلك كله.

(٢) كان ينبغي أن يقدم بيان الإعراب والبناء على بيان المعرب والمبني، لأن المعرب مأخوذ ومشتق من الإعراب، والمبني مأخوذ ومشتق من البناء، ومعرفة المشتق متوقفة على معرفة ما منه الاشتقاق، والإعراب يطلق في اللغة على واحد من ثلاثة معان: البيان، والتغيير، والتحسين، ومن الأول تقول: «أعرب فلان عما في نفسه» أي أبان، ومن الثاني قولهم: «عربت معدة البعير» أي فسدت، و «أعربتها أنا» أي أفسدتها، ومن الثالث قولهم:

«جارية عروب» أو «عروبة» أي حسناء، والإعراب في اصطلاح النحاة «أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل في آخر الكلمة أو ما نزل منزلة آخرها» وسنذكر تعريف البناء فيما يلي قريبا عند ذكر المبني.