شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[تعريفه، وشروطه]

صفحة 253 - الجزء 1

[المفعول له]

  ص - والمفعول له، وهو: المصدر المعلّل لحدث شاركه وقتا وفاعلا؛ نحو: «قمت إجلالا لك» فإن فقد المعلّل شرطا جرّ بحرف التّعليل؛ نحو: {خَلَقَ لَكُمْ.}

  و

  ... وإني لتعروني لذكراك هزّة ...

  و

  ... فجئت وقد نضّت لنوم ثيابها ...

[تعريفه، وشروطه]

  ش - الثالث من المفاعيل: المفعول له، ويسمى المفعول لأجله، ومن أجله.

  وهو: «كل مصدر معلّل لحدث مشارك له في الزمان والفاعل»، وذلك كقوله تعالى: {يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}⁣(⁣١) فالحذر: مصدر [منصوب] ذكر علّة لجعل الأصابع في الآذان، وزمنه وزمن الجعل واحد وفاعلهما أيضا واحد، وهم الكافرون؛ فلما استوفيت [هذه] الشروط انتصب.

[إذا فقد شرطا وجب جره بحرف التعليل]

  فلو فقد المعلّل شرطا من هذه الشروط وجب جره بلام التعليل⁣(⁣٢).

  فمثال ما فقد المصدرية قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً}⁣(⁣٣) فإن المخاطبين هم العلة في الخلق، وخفض ضميرهم باللام؛ لأنه ليس مصدرا؛ وكذلك قول امرئ القيس:

  ٨١ - ولو أنّ ما أسعى لأدنى معيشة ... كفاني - ولم أطلب - قليل من المال

  فأدنى: أفعل تفضيل، وليس بمصدر؛ فلهذا جاء مخفوضا باللام.

  ومثال ما فقد اتحاد الزمان قوله:


(١) من الآية ١٩ من سورة البقرة.

(٢) اللام ليست بشرط، بل يجوز أن يجر بكل حرف من حروف الجر الدالة على التعليل - وهي هنا: اللام، ومن، وفي، والباء - وممن نص على ذلك ابن عقيل، وعبارة المؤلف في المتن عامة تشمل كل حروف التعليل، ولكنه في الشرح خص الكلام باللام، ولا وجه لذلك.

(٣) من الآية ٢٩ من سورة البقرة.

٨١ - قد سبق شرح هذا البيت في باب التنازع، والشاهد هنا في قوله «لأدنى» فإن اللام الداخلة على أدنى دالة على التعليل؛ ولكن لا يقال إن هذا من باب المفعول لأجله؛ لأن الشرط فيما يسمى مفعولا لأجله - في عرف النحاة - أن يكون مصدرا، والذي معنا أفعل تفضيل.