شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[لا يخبر باسم الزمان عن اسم ذات]

صفحة 142 - الجزء 1

  ش - أي: ويقع الخبر ظرفا منصوبا، كقوله تعالى: {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ}⁣(⁣١)، وجارا ومجرورا، كقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ}⁣(⁣٢) وهما حينئذ متعلقان بمحذوف وجوبا تقديره مستقر أو استقر، والأول اختيار جمهور البصريين، وحجّتهم أن المحذوف هو الخبر في الحقيقة، والأصل في الخبر أن يكون اسما مفردا، والثاني اختيار الأخفش، والفارسي، والزمخشري، وحجّتهم أن المحذوف عامل النصب في لفظ الظرف ومحلّ الجار والمجرور، والأصل في العامل أن يكون فعلا⁣(⁣٣).

  * * *

[لا يخبر باسم الزمان عن اسم ذات]

  ص - ولا يخبر بالزّمان عن الذّات، و «اللّيلة الهلال» متأوّل.

  ش - ينقسم الظرف إلى: زمانيّ، ومكانيّ والمبتدأ إلى: جوهر، كزيد وعمرو، وعرض كالقيام والقعود، فإن كان الظرف مكانيّا صحّ الإخبار به عن الجوهر والعرض، تقول: «زيد أمامك، والخير أمامك» وإن كان زمانيّا صحّ الإخبار به عن العرض دون الجوهر⁣(⁣٤)؛ تقول «الصّوم اليوم» ولا يجوز «زيد اليوم»؛ فإن وجد في كلامهم ما ظاهره


(١) من الآية ٤٢ من سورة الأنفال.

(٢) الآية ٢ من فاتحة الكتاب.

(٣) قد اختلف ترجيح العلماء في هذا الموضوع، فذهب ابن مالك إلى ترجيح تقدير المتعلق باسم فاعل، وذكر لترجيحه أربعة أوجه:

الأول: أنه قد ورد في الشعر العربي ذكر الخبر ظرفا وذكر معه اسم الفاعل نحو قول الشاعر:

لك العزّ إن مولاك عزّ وإن يهن ... فأنت لدى بحبوحة الهون كائن

الثاني: أن هذا المتعلق خبر. والأصل في الخبر أن يكون مفردا، واسم الفاعل مفرد، فتقديره تقدير لما هو الأصل، وهو أولى.

الثالث: أن تقدير اسم الفاعل مغن عن تقدير آخر، أما تقدير الفعل فإنه مفتقر لتقدير آخر، وهذا مبني على سابقه.

الرابع: أن تقدير اسم الفاعل قد يتعين في بعض المواضع كما إذا وقع بعد أما نحو «أما معك فزيد».

ورجح الرضي كونه فعلا، وقد ذكر في ترجيحه وجوها منها ما ذكره الشارح من أنه عامل والأصل في العمل للأفعال، ومنها أنه قد يتعين تقدير الفعل كما في الصلة فإن صلة الموصول لا تكون إلا جملة، فتقديره في غيرها يكون من باب طرد الباب على حالة واحدة.

قال ابن هشام في مغني اللبيب: والحق عندي أنه لا يترجح تقديره اسما ولا فعلا، بل بحسب المعنى، وإن جهلت المعنى فقدر الوصف لأنه صالح للأزمنة كلها وإن كان حقيقة في الحال، اه. بتصرف.

(٤) اعلم أن اسم الزمان لا يقع خبرا عن اسم الذات، ولا يقع صفة له، ولا يكون حالا منه، سواء أكان اسم الزمان =