[الفاعل: تعريفه]
  به، مقدّم عليه بالأصالة(١): واقعا منه، أو قائما به».
  مثال ذلك «زيد» من قولك: «ضرب زيد عمرا» و «علم زيد» فالأول: اسم أسند إليه فعل واقع منه، فإن الضرب واقع من زيد، والثاني: اسم أسند إليه فعل قائم به، فإن العلم قائم بزيد.
  وقولي أولا: «أو مؤوّل به» يدخل فيه نحو: {أَنْ تَخْشَعَ} في قوله تعالى: {أَ لَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ}(٢)، فإنه فاعل مع أنه ليس باسم، ولكنه في تأويل الاسم، وهو الخشوع.
  وقولي ثانيا: «أو مؤوّل به» يدخل فيه: {مُخْتَلِفٌ} في قوله تعالى: {مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ}(٣)، فألوانه: فاعل، ولم يسند إليه فعل، ولكن أسند إليه مؤول بالفعل، وهو مختلف، فإنه في تأويل يختلف.
  وخرج بقولي: «مقدّم عليه» نحو: «زيد» من قولك: «زيد قام» فليس بفاعل، لأن
= تزورنا» وفي نحو قولك «زيد يضرب خالدا» والضمير البارز نحو قولك «ما فهم المسألة إلا أنا» فهذه أربعة أنواع يشملها قوله «الاسم الصريح» والاسم المؤول هو ما يتصيد من الكلام بواسطة حرف ينسبك مع ما بعده بمصدر، والحروف التي تصلح للسبك في هذا الموضع ثلاثة، وهي أن المشددة التي تنصب الاسم وترفع الخبر نحو «يعجبني أنك مجتهد» تقديره يعجبني اجتهادك، وأن المصدرية التي تنصب الفعل المضارع نحو «يؤسفني أن تلعب» تقديره يؤسفني لعبك، وما المصدرية نحو «سرني ما صنعت» تقديره سرني صنعك، وأما كي المصدرية ولو المصدرية فلا تصلحان في هذا الموضع، والسر في ذلك أن «كي» المصدرية لا بد أن تتقدمها لام التعليل ظاهرة أو مقدرة ولام التعليل حرف جر، فالمصدر المنسبك من كي ومعمولها لا يكون إلا في محل جر باللام، وأما «لو» المصدرية فهي التي تقع بعد «ود» نحو قوله تعالى {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ} أو بعد «يود» نحو قوله تعالى {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}، ونحو قول الشاعر، وينسب إلى كثير عزة:
من الخفرات البيض ودّ جليسها ... إذا ما انقضت أحدوثة لو تعيدها
أي ود إعادتها الأحدوثة.
وهذان الفعلان يطلبان مفعولا، وكذلك ما كان في معنا هما نحو «أتمنى لو تزورني»، ومن أجل ذلك لا يكون المصدر المنسبك من «لو» ومدخولها إلا منصوبا على المفعولية.
(١) المراد أن يكون الفعل أو ما في معناه متقدما حقيقة نحو «ضرب زيد» أو متقدما حكما، على معنى أنه لو كان الفاعل ضميرا مستترا فإنه يقدر بعد العامل نحو «زيد يذاكر».
(٢) من الآية ١٦ من سورة الحديد.
(٣) من الآية ٦٩ من سورة النحل.