شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[خطبة المولف ابن هشام]

صفحة 30 - الجزء 1

[خطبة المولف ابن هشام]

  

  قال الشيخ، الإمام، العالم، العلّامة، جمال المتصدّرين، وتاج القرّاء، تذكرة أبي عمرو، وسيبويه، والفرّاء؛ أبو محمد عبد اللّه بن يوسف بن عبد اللّه بن هشام الأنصاري، فسح اللّه في قبره:

  الحمد للّه رافع الدّرجات لمن انخفض لجلاله، وفاتح البركات لمن انتصب لشكر إفضاله، والصلاة والسّلام على من مدّت عليه الفصاحة رواقها⁣(⁣١)، وشدّت به البلاغة نطاقها⁣(⁣٢)، المبعوث بالآيات الباهرة والحجج، المنزّل عليه قرآن عربيّ غير ذي عوج، وعلى آله الهادين، وأصحابه الذين شادوا الدّين، وشرّف وكرّم.

  وبعد، فهذه نكت حرّرتها على مقدّمتي المسمّاة ب «قطر النّدى، وبلّ الصّدى» رافعة لحجابها، كاشفة لنقابها، مكملة لشواهدها، متمّمة لفوائدها، كافية لمن اقتصر عليها، وافية ببغية من جنح⁣(⁣٣) من طلاب علم العربية إليها.

  واللّه المسؤول أن ينفع بها كما نفع بأصلها، وأن يذلّل لنا طرق الخيرات وسبلها؛ إنّه جواد كريم، رؤوف رحيم، وما توفيقي إلّا باللّه، عليه توكّلت وإليه أنيب⁣(⁣٤).

  ص - الكلمة قول مفرد.


(١) الرواق - بكسر الراء، بزنة الكتاب - أصله بيت كالفسطاط، وقيل: هو سقف في مقدم البيت.

(٢) النطاق - بكسر النون - ما يشد به الوسط كالحزام، وقيل: شقة تلبسها المرأة وتشد وسطها عليها فترسل الأعلى على الأسفل إلى الأرض، وليس له حجزة ولا نيفق (الموضع المتسع منه) ولا ساقان، وجمعه نطق بزنة كتب.

(٣) البغية: الحاجة والطلبة، وجنح: مال.

(٤) أنيب: أرجع.