شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[التعجب، له صيغتان]

صفحة 357 - الجزء 1

  العدل، والوزن، والزيادة، مثال تأثيرها مع العلمية «عمر، وأحمد، وسلمان» ومثال تأثيرها مع الصفة «ثلاث، وأحمر، وسكران».

[التعجب، له صيغتان]

  ص - باب: التّعجّب له صيغتان: ما أفعل زيدا، وإعرابه: «ما» مبتدأ بمعنى شيء عظيم، و «أفعل» فعل ماض فاعله ضمير «ما» و «زيدا» مفعول به، والجملة خبر «ما» وأفعل به، وهو بمعنى ما أفعله وأصله، أفعل أي صار ذا كذا، كأغدّ البعير، أي صار ذا غدّة، فغيّر اللّفظ، وزيدت الباء في الفاعل لإصلاح اللّفظ، فمن ثمّ لزمت هنا، بخلافها في فاعل كفى.

  وإنما يبنى فعلا التّعجّب واسم التّفضيل من فعل؛ ثلاثيّ، مثبت، متفاوت، تامّ، مبنيّ للفاعل، ليس اسم فاعله على أفعل.

  ش - التعجب: تفعّل من العجب، وله ألفاظ كثيرة غير مبوّب لها في النحو، كقوله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ}⁣(⁣١) وقوله عليه الصلاة والسّلام: «سبحان اللّه! إنّ المؤمن لا ينجس حيّا ولا ميّتا» وقولهم: للّه درّه فارسا! وقول الشاعر:

  ١٤٥ - يا سيّدا ما أنت من سيّد ... موطّأ الأكناف رحب الذّراع


(١) من الآية ٢٨ من سورة البقرة.

١٤٥ - هذا هو البيت الثالث من المفضلية ٩٢ للسفاح بن بكير اليربوعي، وصدره كما أنشده المؤلف إحدى روايتين، والأخرى ... يا فارسا ما أنت من فارس ... وهو من شواهد المؤلف في شذور الذهب (رقم ١٢١)

اللغة: «موطأ الأكناف» الأكناف: جمع كنف - على مثال سبب وأسباب، والكنف: هو الجانب والناحية، ويقال: أنا في كنف فلان، إذا كنت تنزل في جواره وتستظل بظله، ويقال: فلان موطأ الأكناف، إذا كان ممهدها، وكان يسهل النزول في حماه والاستجارة به «رحب الذراع» هذه كناية عن سعة جوده وكثرة كرمه.

الإعراب: «يا» حرف نداء «سيدا» منادى منصوب بالفتحة الظاهرة «ما» اسم استفهام مبتدأ «أنت» خبر المبتدأ، وهذا أحسن الأعاريب لمثل هذه العبارة «من سيد» تمييز، وأصله منصوب فأدخل عليه من التي يكون التمييز على معناها «موطأ» نعت للمنادى منصوب بالفتحة الظاهرة، ويجوز أن يكون نعتا لسيد المجرور بمن باعتبار لفظه؛ فالكلمة على هذا مجرورة، وهي منصوبة على الإعراب الأول، وموطأ مضاف و «الأكناف» مضاف إليه «رحب» نعت ثان لنفس المنعوت الذي ينعت بالنعت السابق، ورحب مضاف و «الذراع» مضاف إليه. =