شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[علامة الحرف]

صفحة 56 - الجزء 1

  وأما إعرابه ففيما عدا هذين الموضعين، نحو «يقوم زيد» و «لن يقوم زيد» و «ولم يقم زيد».

  * * *

[علامة الحرف]

  ص - وأمّا الحرف فيعرف: بأن لا يقبل شيئا من علامات الاسم والفعل، نحو:

  هل، وبل، وليس منه مهما، وإذ ما، بل ما المصدريّة، ولمّا الرّابطة في الأصحّ.

  ش - لما فرغت من القول في الاسم والفعل، شرعت في ذكر الحرف، فذكرت أنه يعرف بأن لا يقبل شيئا من علامات الاسم، ولا علامات الفعل، نحو «هل» و «بل» فإنهما لا يقبلان شيئا من علامات الأسماء، ولا شيئا من علامات الأفعال، فانتفى أن يكونا اسمين، وأن يكونا فعلين، وتعيّن أن يكونا حرفين؛ إذ ليس لنا إلا ثلاثة أقسام، وقد انتفى اثنان، فتعين الثالث.

  ولما كان من الحروف ما اختلف فيه: هل هو حرف أو اسم؟ نصصت عليه كما فعلت في الفعل الماضي وفعل الأمر، وهو أربعة: إذ ما، ومهما، وما المصدرية، ولمّا الرّابطة.

[«إذ ما» حرف شرط عند سيبويه وظرف عند المبرد وجماعة]

  فأما «إذ ما» فاختلف فيه سيبويه وغيره، فقال سيبويه: إنها حرف بمنزلة «إن»


= بين الفعل ونون النسوة أصلا، والأمر الثاني: أن القول ببناء المضارع إذا باشرته نون التوكيد لفظا وتقديرا وبإعرابه إذا فصل بينهما لفظا أو تقديرا هو قول الجمهور، وهو الذي ارتضاه المحققون من النحاة، وذهب الأخفش والزجاج وأبو علي الفارسي إلى أنه مبني في الحالتين متى اقترنت به نون التوكيد، نعني سواء أباشرته هذه النون أم فصل بينهما فاصل ملفوظ به كألف الاثنين أو مقدر كواو الجماعة وياء المخاطبة، وزعم هؤلاء أن نون التوكيد من خصائص الفعل، فإذا اقترنت به فقد أكدت أنه فعل، والأصل في الفعل البناء، ورد ذلك ابن مالك بما حاصله أن كثيرا من الأشياء من خصائص الأفعال مثل الجوازم، والسين في نحو سيقوم وسوف في نحو سوف يقوم، وهذه الأشياء تتصل بالفعل المضارع ولا تزيل عنه الإعراب، فلو كان اقتران ما هو من خصائص الفعل به يعيده إلى حكمه الأصلي وهو البناء لأعادته هذه الأشياء إليه، وذهب جماعة إلى أن المضارع المقترن بنون التوكيد معرب كحاله قبل اقترانه بها، وذهب قوم إلى أنه لا معرب ولا مبني مثل ما قاله جماعة في المضاف إلى ياء المتكلم، ولا تنس أن الصواب في هذه المسألة هو رأي الجمهور الذي يفصل بين النون المباشرة له لفظا وتقديرا والمنفصلة منه لفظا أو تقديرا، فيكون مبنيا مع المباشرة لفظا وتقديرا نحو لا تهملن في واجبك، ومعربا مع المنفصلة لفظا نحو قوله تعالى: {فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ} ومع المنفصلة تقديرا نحو قوله سبحانه {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً} والمباشرة لفظا وتقديرا في المسند للواحد، والمنفصلة لفظا في المسند للاثنين، والمنفصلة تقديرا في المسند للواحدة أو للجمع.