شرح قطر الندى وبل الصدى (ابن هشام)،

ابن هشام الأنصاري (المتوفى: 761 هـ)

[بيان إعراب المثنى، وبيان ما يلحق به بشرط، ومن غير شرط]

صفحة 68 - الجزء 1

  فيرفع بالواو، ويجرّان وينصبان بالياء، و «كلا» و «كلتا» مع الضّمير كالمثنّى، وكذا «اثنان، واثنتان» مطلقا، وإن ركّبا، و «أولو» و «عشرون» وأخواته، و «عالمون» و «أهلون» و «وابلون» و «أرضون» و «سنون» وبابه، و «بنون» و «علّيّون» وشبهه - كالجمع.

[البابان الثاني والثالث: المثنى، وجمع المذكر السالم]

  ش - الباب الثاني والباب الثالث مما خرج عن الأصل: المثنى ك «الزّيدان» و «العمران» وجمع المذكر السالم ك «الزّيدون» و «العمرون»⁣(⁣١).

[بيان إعراب المثنى، وبيان ما يلحق به بشرط، ومن غير شرط]

  أما المثنى فإنه يرفع بالألف نيابة عن الضمة، ويجرّ وينصب بالياء نيابة عن الكسرة والفتحة؛ تقول: «جاءني الزّيدان»، و «رأيت الزّيدين»، و «مررت بالزّيدين».

  وحملوا عليه في ذلك أربعة ألفاظ: لفظين بشرط، ولفظين بغير شرط.

  فاللفظان اللذان بشرط: «كلا» و «كلتا» وشرطهما أن يكونا مضافين إلى الضمير؛ تقول: «جاءني كلاهما»، و «رأيت كليهما»، و «مررت بكليهما»؛ فإن كانا مضافين، إلى الظاهر كانا بالألف على كل حال؛ تقول: «جاءني كلا أخويك» و «رأيت كلا أخويك» و «مررت بكلا أخويك» فيكون إعرابهما حينئذ بحركات مقدّرة في الألف؛ لأنهما مقصوران كالفتى والعصا، وكذا القول في كلتا، تقول: «كلتاهما» رفعا، و «كلتيهما» جرّا


(١) المثنى: اسم دل على اثنين وأغنى عن المتعاطفين بزيادة على مفرده، نحو: «الزيدان، والعمران، والبكران» والأصل أن تقول: زيد وزيد، وعمرو وعمرو، وبكر وبكر، كما قال الحجاج بن يوسف الثقفي وقد مات ابنه محمد وأخوه محمد: محمد ومحمد في يوم واحد، ثم كره العرب التكرار، فاستعاضوا منه زيادة الألف والنون أو الياء والنون على الاسم المفرد للدلالة على اثنين من لفظ واحد.

وخرج ما دل على اثنين من غير زيادة نحو زوج وشفع، كما خرج ما دل على اثنين وفيه زيادة لكن ليس له واحد من لفظه نحو قولك: اثنين، واثنتين، فلا يسمى واحد من هذين مثنى، بل الأول مفرد، والثاني ملحق بالمثنى.

ويشترط في كل اسم يراد تثنيته ثمانية شروط: الأول: أن يكون مفردا فلا يثنى المثنى ولا جمع المذكر السالم، والثاني: أن يكون معربا، فلا يثنى المبني، وأما «هذان» و «هاتان» من أسماء الإشارة، و «اللذان» و «اللتان» من الموصولات فهي عند الجمهور ألفاظ موضوعة على هذا الوجه، والثالث: عدم التركيب فلا يثنى المركب الإسنادي كتأبط شرا، ولا المركب المزجي كمعد يكرب، خلافا للكوفيين، والرابع: أن يكون منكرا؛ فلا يثنى العلم إلا إذا نكر، ولهذا تقترن بمثناه الألف واللام مثل «الزيدان»، والخامس: أن يكون له ثان في الوجود، والسادس: أن يتفق اللفظان، والسابع: أن يتفق معنى كل واحد من الاثنين، فتثنية الشمس والقمر لا تجوز إلا على أحد وجهين: الأول: أن تغلب أحدهما على الآخر، والثاني: أن تريد المطالع المتعددة لكل منهما، والشرط الثامن: ألا يستغنى عنه بتثنية غيره.