[علامة الإعراب ظاهرة أو مقدرة]
  وتنصب بحذفها نيابة عن السكون والفتحة، تقول: «أنتم تقومون» و «لم تقوموا» و «لن تقوموا» رفعت الأول لخلوه من الناصب والجازم، وجعلت علامة رفعه النون، وجزمت الثاني بلم، ونصبت الثالث بلن، وجعلت علامة النصب والجزم حذف النون، قال اللّه تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا}(١) الأول جازم ومجزوم، والثاني ناصب ومنصوب، وعلامة الجزم والنصب الحذف.
  * * *
[الباب السابع: الفعل المضارع المعتل الآخر]
  ص - والفعل المضارع المعتلّ الآخر؛ فيجزم بحذف آخره، نحو: «لم يغز» و «لم يخش» و «لم يرم».
  ش - هذا الباب السابع مما خرج عن الأصل، وهو الفعل [المضارع] المعتل الآخر، نحو: «يغزو» و «يخشى» و «يرمي».
[علامة الإعراب ظاهرة أو مقدرة]
  فإنه يجزم بحذف آخره؛ فينوب حذف الحرف عن حذف الحركة، تقول: «لم يغز» و «لم يخش» و «لم يرم»(٢).
= الثاني: شاذ لا يقع إلا في ضرورة الشعر.
أما الجائز ففي حالة واحدة، وهي أن يكون الفعل ناصبا لياء المتكلم وقبلها نون الوقاية فتجتمع نونان:
أولاهما نون الرفع، والثانية نون الوقاية، نحو تضربانني وتضربونني فإن للعرب في هذه الحالة ثلاث لغات:
إحداها أن يجيئوا بالنونين على أصلهما، وعلى هذه اللغة قوله تعالى: {أَ تَعِدانِنِي} وقوله: {لِمَ تُؤْذُونَنِي} واللغة الثانية أن يدغموا إحدى النونين في الأخرى، وقد قرئ بها في قوله تعالى: {أَ فَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي} وفي قوله: {أَ تُحاجُّونِّي} واللغة الثالثة حذف إحدى النونين.
وأما الذي لا يسوغ إلا في الشعر فعند وجود نون الرفع وحدها، وعليه جاء قول الشاعر:
أبيت أسري وتبيتي تدلكي ... شعرك بالعنبر والمسك الذّكي
الأصل أن يقول: وتبيتين تدلكين، لكنه حذف نون الرفع، ونظيره قول الحماسي، وسيأتي مشروحا في آخر هذا الكتاب مع ذكر نظائره:
أنا الّذي يجدوني في صدورهم ... لا أرتقي صدرا منها ولا أرد
كان الأصل أن يقول «يجدونني» فحذف نون الرفع ضرورة.
(١) من الآية ٢٤ من سورة البقرة.
(٢) قد ورد الفعل المضارع المعتل الآخر في حالة الجزم ولم يحذف منه حرف العلة، ومن ذلك قول الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد
فقال «يأتيك» ببقاء الياء مع تقدم لم، ومن ذلك قول الآخر:
إذا العحوز غضبت فطلّق ... ولا ترضاها ولا تملّق
=