مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على عبدة النجوم وغيرهم من فرق الملحدين

صفحة 108 - الجزء 1

  فإن قال: ما أنكرت من أن تكون النجوم تحركت قبل هذه الحركة التي دللت على انقطاعها بحركة لم تزل من طباعها؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك لأنها لا تخلو من أن تكون تحركت في بعض الجهات، أو لم تحرك في شيء منها.

  فإن قلت: لم تحرك في شيء منها جحدتها، لأنها لا توجد إلا في أماكنها من الأهوية أو من غيرها.

  وإن قلت: إنها تحركت في بعض الجهات، فالجهات معروفة، وهي الفوق والتحت، والمشرق والمغرب، واليمن والشام⁣(⁣١).

  فإن قلت: إنها لم تزل تهوي وتحرك سفلاً، مما لا نهاية له من الأجواء.

  أو قلت: إنها تحركت في حال أزليتها علواً مصعدة، مما لا نهاية له من الهواء.

  أو قلت: إنها تحركت من المشرق مما لا نهاية له، أو من المغرب إلى المشرق مما لا نهاية له، أو من اليمن مما لا نهاية له، أو من الشام إلى اليمن مما لا نهاية له أيضاً.

  فالجواب لك في ذلك وبالله توفيقنا: إنا أنكرنا ذلك، لأنها لا تخلو في مسيرها من أي الجهات كانت حركتها من أحد ثلاثة أوجه لا رابع لها:

  [١] من أن تكون قطعت بحركتها أماكن متناهية.

  [٢] وإما أن تكون قطعت أماكن لا نهاية لها.

  [٣] وإما أن تكون لم تقطع بحركتها شيئاً.


(١) اليمن: الجنوب، والشام: الشمال.