[الصفات الإلهية]
  وأيضاً فإنه لا يخلو ما انقطع من اختلاجها من أن يكون عدم جميعه أم لا، فلا نجد بداً من أن نعلم علماً يقيناً أن جميع ساعات الاختلاج قد بطلت، وعدمت جميعاً بعد ما حدثت.
  والجواب في حدث حركات الرياح وهبوبها، كالجواب في حركات النجوم في طلوعها وغروبها، وقطعها للأماكن المتناهية بمسيرها، وبيان الحدث في حركتها وتسخيرها، وإذا صح حدث الحركة والسكون، صح أن صانعهما ومحدثهما بخلافهما، وأنه ليس بمتحرك ولا ساكن، لأنه لو كان متحركاً أو ساكناً لكان محدثاً، وأنه لا يعقل ولا يعرف شيء من الأشياء، إلا بأن لهذه المحدثات صانعاً بخلافها، وأنه ø أولى بكل ما حسن من الصفات، وأحق بالتنزيه عن شبه المحدثات، ومن أكرم صفاته العلم والعلم فهو ذاته.
[الصفات الإلهية]
  والدليل على أنه عالم أنا وجدناه مصلحاً حكيماً، والحكمة لا تتم للجهال، وأيضاً فإن الجاهل ممنوع من العلم، والله ليس له مانع، لأن الممنوع مصنوع، والله صانع، وإذا انتفى عنه أن يكون ممنوعاً، أو يكون مدبراً مصنوعاً، صح أنه لم يزل من الجهل ممتنعاً، وإذا لم يزل بريئاً من الجهل والنقصان، فعلمه قديم بأبين البيان، وإذا كان علمه قديماً أزلياً، وكان من تأليف الغير إليه بريئا، صح أن علمه هو ذاته، وكذلك قدرته وحياته، لأنه سبحانه لم يزل قادراً حياً، سمعياً بصيراً قوياً، وسمعه وبصره فهما: علمه، وعلمه فهو: قِدَمُه سبحانه،