مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الحكمة في شرعية الولاية]

صفحة 129 - الجزء 1

  الأهواء على ما قدمنا، وفي⁣(⁣١) قلة الاتفاق على ما شرحنا، لم يؤمن أن يلبسوا بذلك على من يريد النجاة بجهلهم، ويبطلوا الحق بأسوأ فعلهم، فمن هاهنا وجب على الحكيم تبارك وتعالى أن يرسل في كل قرن من القرون رسولاً ليبين لهم ما فيه يختلفون، وينفي من الباطل ما لبس الضالون.

[الحكمة في شرعية الولاية]

  وإذا كان ذلك واجباً عليه لحكمته⁣(⁣٢) لم يؤمن أهل التمويه من بريته أن يلبسوا على الناس بدعوى رسالته.

  فمن هاهنا وجب أن يخص بالإمامة أهل بيت معروفين، وبصحة النسب عند الخلائق مشهورين⁣(⁣٣) ليكذب الناس مدعي ذلك من غيرهم، ويكون الطلب للإمامة في بعضهم أيسر من الطلب في كلهم⁣(⁣٤)، وأبين للمرتادين، وأهون على المتعبدين من أن يطلبوه في الخلائق أجمعين.

  مع أنه لو كان كذلك في جميع الناس، لوقعوا في أعظم الالتباس؛ لكثرة دواعي⁣(⁣٥) الفاسقين، واغتبال⁣(⁣٦) الظلمة المنافقين.

  ولما كان ذلك واجباً على الحكيم نظرنا في قوله فوجدناه قد افترض مودة


(١) في (ب): ومن.

(٢) في (ب): بحكمته.

(٣) في (ب): موصوفين مشهورين.

(٤) في (ب): وجهلهم.

(٥) في (ب): دعاوي.

(٦) ولعله واختيال.