مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الدلالة على الله ø

صفحة 143 - الجزء 1

  فإن قلت: إنه قديم لم يزل، فهذا محال، لأنا وجدناه بعد العدم.

  وإن قلت: إنه⁣(⁣١) أحدث نفسه، فهذا محال، لأنا وجدناه في حال كماله وبلوغه وحياته عاجزاً عن تحسين القبيح من صورته، فعلمنا أنه في حال طفوليته وموته وغفلته ونقصانه وقلته، أعجز وأضعف، لأنه إذا عجز في حال الكمال، فهو في حال الضعف أحرى بالعجز.

  وإن قلت: إنه حدث من علة⁣(⁣٢) من العلل، فهذا محال، لأن العلة لا تخلو في حال إحداثها له من وجهين⁣(⁣٣):

  إما أن تكون مواتاً.

  وإما أن تكون جسماً حيواناً.

  فإن كانت حيوانا فيستحيل تدبير الحيوان مثله، إذ الحيوان مصنوع عاجز عن الصنع ممنوع⁣(⁣٤).

  وإن كانت العلة مواتاً فيستحيل أن يصنع⁣(⁣٥) الموات إنساناً محكماً مدبراً، متقناً مصوراً، حكيماً عالماً، إذ الموات لا يقي⁣(⁣٦) نفسه، فضلاً عن فعل الحكمة البالغة، والنعمة السابغة.

  وإن قلت: إنه حدث بالتولد نطفة من إنسان، وإنساناً من نطفة، إلى ما


(١) في (ب): وإن قلت أحدث نفسه.

(٢) في (ب): لم تتضح.

(٣) في (ب): من أحد وجهين.

(٤) شاع قانون السببية في كثير من الثقافات والاعتقادات حتى عند أهل العلوم فنجد بين الفيزيائين اختلافاً أدى إلى تصنيف بعضهم إلى عدليين والبعض الآخر إلى ملحدين سببيين مع أن العلوم ناتج عن علة والمسبب عن سبب ونظرنا للكون والإنسان فإذا هما غير ذلك.

(٥) في (ب): فيستحيل منع الموات.

(٦) في (ب): لا يغني.