مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته

صفحة 146 - الجزء 1

  ودليل آخر: لا يخلو قولك لا نهاية للأموات من أحد ثلاثة أوجه:

  [١] إما أن تكون عنيت جميع الأموات.

  [٢] وإما أن تكون عنيت بعضهم.

  [٣] وإما أن تكون ظننت ذلك ظناً وتوهماً.

  فإن كنت ظننت ذلك ظناً، فاليقين أولى بالإتباع من الظن، والحق أولى بالتصديق من الباطل، [والتعلق بالخبر أولى من المقام في الحير]⁣(⁣١).

  وإن كنت أردت⁣(⁣٢) بقولك: لا نهاية تريد بعضهم، فهذا محال، إذ لا فرق بين أولهم وآخرهم في وقوع الموت عليهم، وانقطاع آجال جميعهم، وتصرم الكل منهم، وإن كنت عنيت - بقولك -: لا نهاية⁣(⁣٣) جميع الأموات، فهذا محال، لأن الموت وقع على الكل، وللكل نهاية وغاية.

  ألا ترى أن الموت قد حوى الجميع فلم يغادر منهم أحداً، ولم يقع الموت على الفرع حتى تضمن أصله، لأنه لم يُفنِ الفرع حتى أفنى الأصل قبله، ولم يفنِ بعض⁣(⁣٤) الأصل بل أفنى كله.

  وإن قلت: إنه حدث من غير محدِث، ولا من علة هملاً رسلاً، فهذا من أحول المحال، وأبطل الباطل وأفسد المقال، لأنه إذا حدث من غير علة ولا محدِث، لم يخل من أن يكون حدث من العدم، أو من نفسه.

  فإن قلت: إنه حدث بإحداثه لنفسه فهذا محال، لما قدمنا من فساد ذلك.


(١) في (أ): والتعلق بالخبر أولى من المقام على الحير. وما بين المعكوفين أثبتناه من (ب).

(٢) في (ب): وإن كنت عنيت.

(٣) في (ب): لا نهاية له جميع الأموات.

(٤) في (ب): بعض، ساقط.