مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب شواهد الصنع والدلالة على وحدانية الله وربوبيته

صفحة 160 - الجزء 1

  وإما أن تكون تولدت من طبائع محدثة مصنوعة مدبَّرة؛ وإما أن تكون تولدت من العدم.

  فإن قلت: إنها تولدت من العدم أوجبت أنها معدومة ونفيت وجودها، لأن العدم لا يوجب وجوداً؛ إذ هو غير موجود، ولا شيء سوى النفي مقصود.

  وإن قلت: إن هذه الحكمة تولدت من طبائع محدثة، فالمحدِث لأولها هو المحدِث لآخرها، وفي هذا إثبات الخالق لها.

  وإن قلت: إن هذه الحكمة تولدت من طبائع قديمة ميتة، فهذا محال، لأنها لا تخلو من أن⁣(⁣١) تكون أوجدتها بعد العدم، أو هي كانت موجودة معها في حال القدم.

  فإن قلت: إنها كانت قديمة معها، ثم انفصلت عنها، فهذا محال⁣(⁣٢)، لأنا قد بينا حدثها، وأوضحنا الدليل على حدوث فرعها وأصلها فيما تقدم من قولنا، وأيضاً فإن في الحكمة آثار صنع العالم الحكيم.

  وإن قلت: إن هذه الطبائع الميتة أوجدت الحكمة بعد العدم، فهذا محال⁣(⁣٣)، لأنها لا تخلو من أحد وجهين:

  [١] إما أن تكون أوجدتها بعلم.

  [٢] وإما أن تكون أوجدتها بجهل.


(١) في (ب): لأنها لا تخلو أن تكون.

(٢) في (ب): وهذا محير.

(٣) في (ب): فهذا محير.