باب الدلالة على التعبد
باب الدلالة على التعبد
  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم ~: إن سأل سائل فقال: ما الدليل على التعبد؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أيها السائل أن الله ركب الاستطاعة في العباد والشهوة، فلم يكن بد من صرف الاستطاعة في خير أو شر، فتعبَّدهم بفعل الخيرات، وترك الفاحشات، إذ الحكيم لا يحب الفساد.
  فإن قال: ولِمَ ركَّب فيهم الاستطاعة؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن الاستطاعة هي القدرة، والقدرة خير من العجز، والعقول هي العلم، والعلم أفضل من الجهل.
  فإن قال: فلم كلفهم ما يستثقلون؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: للفرق بين المطيعين والعاصين.
  فإن قال: ولم فرق بين المطيعين والعاصين؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: ليميز بين الخبيث والطيب، إذ ليس من صفة الحكيم أن يجعل المفسد والمصلح سواءً في محل واحد.
  فإن قال: فلم خلقهم وقد علم بإفسادهم؟