مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الدلالة على التعبد

صفحة 179 - الجزء 1

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن خلقه لهم حسن وفعلهم قبيح، ولم يكن الحكيم ليترك فعل الحسن من صنعه، لقبح فعل غيره.

  فإن قال: فما الدليل على البعث؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: الدليل على ذلك أن الحكيم لا يخلق الخلق ويظهر الحكمة إلا للبقاء، لأن الفناء بالكلية ليس من الحكمة، وإذا لم يكن بد من أمر ونهي، فلا بد من مأمور مطيع وعاصٍ، وإذا لم يكن بد من الطاعة والمعصية فلا بد من الثواب والعقاب، ولم يكن ذلك في هذه الدار فلا بد منه في غيرها، وإذا لم يكن بد من التعبد ولم يكن ذلك إلا بأمر ونهى فلا بد من رسول.

  فإن قال: فلم خلقهم في بدء المنشأ؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن إظهار الحكمة من صفة الحكيم.

  فإن قال: ولِمَ يظهر الحكمة؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن إظهارها حسن.

  فإن قال: ولِمَ يظهر الحسن؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن إظهار الحسن خير من تركه.

  فإن قال: ومن أين كان إظهار الحسن خير من تركه؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأنه لم يكن بد من أحد المعنيين، إما تركه وإما فعله، فتركه ليس من صفة الحكيم، وفعله أولى بالحكمة.

  فإن قال: فمن أين جاز الشرع؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: من قبل التعبد، لأن الشرع هو نفس العبادة