مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الولاية]

صفحة 180 - الجزء 1

  والبلوى، التي بها يعرف بين من أحسن وأساء.

  فإن قال: فمن أين جاز يتنبأ بعض الخلق دون بعض؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأن النبوة ثواب وتفضيل، والثواب والتفضيل لا يكونان إلا بفعل الطاعة والصبر على المحنة⁣(⁣١).

  فإن قال: فلم ختم النبوة بمحمد ÷؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأنه لم يخرج من الحكمة، إذ جعله تدبيراً لجميع الباقين، وحجةً إلى يوم حشر العالمين.

  فإن قال: ولم جاز أن يكون الميت حجة على الأحياء المتعبَّدين؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: لأنه أتى بالتعبد والآيات والقرآن الحكيم، والأئمة الهادون مترجمون عنه، والعقول شاهدة مع ذلك على المخلوقين، وكل ذلك فلم يعدم لعدمه ÷.

[الولاية]

  فإن قال: فهل للإمامة أصل في المعقول؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: نعم أصل الإمامة في المعقول، لأن الحكيم قد علم بأن لا بد من الاختلاف بين المخلوقين، فجعل في كل زمان إماماً حياً مترجماً لغوامض الأمور، مبيناً للخيرات من الشرور، ولا يعدم ذلك في كل قرن من القرون، إما ظاهراً جلياً، أو مغموراً خفياً.


(١) أي والصبر وفعل الطاعة لا يكون إلا من بعض دون بعض.