كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين
  ودليل آخر: الفرع والأصل، لما وجدنا الفرع دلنا على الأصل(١)، ويستحيل فرع بلا أصل.
  ودليل آخر: أن الحيوانات على قسمين:
  قسم ميت هو الأصل.
  وقسم حي هو الفرع، وللقسمين غاية ونهاية.
  ودليل آخر: أن الأصل لا يعدو(٢) مكانه الذي هو محله، ومحل أصول الحيوانات هذه الأرض، والأرض قد حوت الجميع وحازتهم، وتضمنت جميع الأموات وأحاطت بهم، وكل ما أحيط به فهو محدود، وكل شيء حل موضعاً فموضعه أكبر منه عدداً، وما كان غيره أكثر منه كان بالبعض(٣) محدوداً.
  ودليل آخر: أن أصول الحيوانات محمولة على الأرض كلها، ولكلٍ نهاية وغاية، لأن المحمول على الأرض أقل من حامله، والأرض فقد حملت جميع الحيوانات، من الأحياء والأموات.
  ودليل آخر: أن الأصول التي زعمت أنها غير متناهية لا تخلو من العدد، وكل ذي عدد لا يخلو من النوعين المعروفين وهما الشفع والوتر، وقد وجدنا كل ذي نسل من الإنس والبهائم والطير والزرع من كل الأشجار ذوات زيادة غير منفك من العدد، والشفع له نهاية وغاية، وكذلك الوتر أيضاً.
  ودليل آخر: أن الأصل وقع عليه الفناء، وكل ما فني وامتحق فله نهاية وغاية.
  ألا ترى أن الموت لا يقع إلا على نفس معدودة، متناهية محدودة.
(١) في (ب): على أصله.
(٢) في (ب): لم يعدُ.
(٣) في (ب): بالنقص.