مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 209 - الجزء 1

  إلا موجوداً في حال فعله، والعدم ليس بشيء موجود⁣(⁣١) فيفعل، وإن كان خلقها في حال الوجود فهذا⁣(⁣٢) يستحيل، لأنها إذا كانت موجودة استحال قولك: خلقها، إذ كان وجوده سابقاً لفعله، وأيضاً فإن المخلوق لا يفعل إلا حركة أو سكوناً وما⁣(⁣٣) أشبههما من الأعراض.

  فإن قال: فما أنكرت [من أن يكون]⁣(⁣٤) حدث ولا محدث له؟!

  قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك لأن قولك: حدث يوجب أن له محدثاً، ثم نقضت قولك بقولك: لا محدث له، فأقررت بالحدث ثم نفيته، لأن الحادث لا بد له من محدِث أحدثه، كما لا بد لكل فعل من فاعل، ولا بد لكل بناء من بانٍ، ولكل كتاب من كاتب، ولا بد لكل صوت من مصوِّت، ولا بد لكل أثر من مؤثِّر، ومحال أن يكون أثرٌ من غير مؤثِّر، وصوت من غير مصوِّت.

  ودليل آخر: إنه لو كان محدَث بلا محدِث لم يكن بالوجود أولى منه بالعدم، ولم يكن بالحدوث أولى منه بالقدم.

  ودليل آخر: أنه لو كان كما زعمت لم يعدم من أن يكون حدث لعلة⁣(⁣٥) فهذا محال، لأن العلل ليست بحكيمة مدبِّرة، ولا بحية مقدِّرة، كما قد ذكرنا في أول الكتاب، وكذلك أيضاً فقد ذكرنا ذلك في (كتاب التناهي والتحديد)، في⁣(⁣٦)


(١) في (ب): بموجود.

(٢) في (ب): فهذا وجه يستحيل أيضاً.

(٣) في (ب): أوما.

(٤) ما بين المعكوفين زيادة من (ب).

(٥) في (ب): أو لغير علة أو من خالق أبان صنعه إيجاده فإن كان حدث لعلة. زيادة في (ب).

(٦) في (ب): من.