مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الرد على الثنوية عبدة النور والظلمة

صفحة 213 - الجزء 1

باب الرد على الثنوية عبدة النور والظلمة

  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي @: فإن رجع إلى قول الثنوية فقال: وما أنكرتم من أن تكون هذه الأشياء أحدثها اثنان سميعان بصيران عالمان، فالنور يخلق كل خير، والظلمة تخلق كل شر ومكروه وضير، وليس ذلك باختيار ولكن ذلك بطباع أزلية؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: أنكرنا ذلك من وجوه شتى:

  أولها: أنك لا تخلو في قولك هذا⁣(⁣١) من أحد وجهين:

  [١] إما أن تكون قُلتَه تظنناً وتوهماً.

  [٢] وإما أن تكون قُلتَه بدرك ويقين.

  فإن قلت: إنك أدركتهما رأي العين يخلقان أَحَلْتَ.

  وإن قلت: بل ظننت وتوهمت، فقد قال الله ø: {وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ٢٨}⁣[النجم: ٢٨].

  وإن قال - وهو قائل لا شك -: حجتي على ذلك أني نظرت في العالم خيراً


(١) في (ب): هذا. ساقط.