مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 215 - الجزء 1

  وإذا بطل قدمه لم يكن الفعل⁣(⁣١) أولى من غيره، ولزمه إذ ذلك ما يلزم مثله من العجز عن أن يصنع!

  وإن قلت: إن الخلق حدث بطباع تمازجهما أحلت، لأن المصنوع المطبوع لا تعدوه طبيعته، والاجتماع فهو عرض لا يتعداهما إلى غيرهما، كما أن افتراقهما لا يوجب حكمة في سواهما.

  ودليل آخر:

  أنهما إذا⁣(⁣٢) كانا من التصوير على ما ذكرت، وفي تمام الحواس على ما وصفت، فقد يجب⁣(⁣٣) شكر المنعم بكمال أدواتهما⁣(⁣٤)، والمتفضل بتمام جوارحهما، إذ جعل لهما حواساً خمساً، عيانا⁣(⁣٥) وسمعاً وذوقاً وشماً ولمساً، وخالف بين علمهما وحواسهما، وغاير بين صفات أجناسهما.

  ودليل آخر:

  يقال لهم: ما العلة التي أوجبت تمازجهما بعد مُباينة كل واحد لضده؟! إذ زعمتم أنهما تمازجا بعد مباينة كل واحد لصاحبه!

  فإن قلتم: إن الظلمة بغت على النور، أوجبتم حدث⁣(⁣٦) حركة لاقَتْ بينهما⁣(⁣٧)، وإذا حدث بينهما حادث فهما على حالين محدثين، وهما الحركة والسكون، وما كان من الأشياء متحركاً أو ساكناً فهو مضطر


(١) في (ب): لم يكن بالفعل.

(٢) في (ب): إنهما إما كان.

(٣) في (ب): فقد يجب عليها شكر المنعم.

(٤) في (ب): بكمال ذواتهما.

(٥) في (ب): بصراً.

(٦) في (ب): حدث. ساقط.

(٧) في (ب): فيهما.