مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب الرد على الملحدين وغيرهم من فرق الضالين

صفحة 239 - الجزء 1

  فالجواب في ذلك: أن الخلق تهيأ له بالقدرة التي لا كيف لها.

  مسألة فإن قال: أخبرني⁣(⁣١) أَعِلمُ الله كثيرٌ أم قليل؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: إن كنت أردت علمه الذي نزل⁣(⁣٢) على أنبيائه ورسله فهو كثير، وإن أردت علمه الذي هو ذاته فليس يوصف بالكثرة فيكون عدداً، ولا يوصف بالقلة والبعض⁣(⁣٣) أبداً، لأن العدد الكثير يدل على التغاير والأبعاض، وذلك لا يوجد إلا في الأجسام والأعراض، وكذلك العدد القليل فهو منقوص، والمنقوص بالقلة مخصوص.

  فإن قال: أمعلوم الله كثيرٌ أم قليل؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: معلوم الله كل دقيق وجليل، وصغير وكبير، وممكن ومستحيل، ومعلومه ما قد كان وما سيكون وما لو كان كيف يكون وما لا يكون أنه لا يكون.

  مسألة فإن قال: هل يحصى تقدم الله قبل خلقه؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذا محال لا يجوز على الله سبحانه، لأن تقدم الله هو قدمه، وقدمه ذاته، وذاته لا توصف بقلة ولا كثرة ولا عدد، ولا أمد ولا حد، وقدم الله لا يفهم ولا يدرك ولا يعلم.

  مسألة فإن قال: لِمَ ذكَّرَ الله اسمه؟


(١) في (ب): أخبروني.

(٢) في (ب): الذي أنزل.

(٣) في (ب): والنقص.