باب الدلالة على معرفة الله سبحانه والرد على الملحدين الكفرة الجاحدين
باب الدلالة على معرفة الله سبحانه والرد على الملحدين الكفرة الجاحدين
  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم بن علي @: إن سأل بعض الملحدين، أو الشاكِّين في جلال رب العالمين، أو قال بعض المتعنتين: فكيف نعبد من لا يرى(١)، ولا يدرك بحاسة من الحواس؟ وما الدليل الذي دلك عليه؟ وما الدواعي التي دعتك إليه؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: اعلم أيها السائل أن الدليل الذي دلنا على الله سيدنا ومولانا، والدواعي التي دعتنا إليه تبارك وتعالى، أنا وجدنا في الصنع آثار حكمة الصانع المتقن الحي العالم، وهو الله رب العالمين.
  فإن قال: وما(٢) دلكم على بيان علم الصانع وحكمته؟
  قيل له ولا قوة إلا بالله: دلنا على بيان علم الصانع وحكمته، ما شاهدنا من جليل صنعه وفطرته، مما لو رمنا تعديده لما أحصيناه عدداً، ولا أدركنا له أمداً، لعجزنا عن إحصاء آياته، والانحسار عن تصنيف دلالالته(٣).
  من ذلك ما شاهدنا
(١) في (ب): فكيف تعبد ما لا ترى.
(٢) في (ب): فما.
(٣) في (ب): دلالاته.