باب الرد على الجوهرية

  وزعم⁣^(⁣١) صنف من الملحدين وهم أصحاب الجوهر أن الهيولى - وهو أصل الحيوانات - جوهر قابل للأعراض، وأن معه قوة قديمة وهو قديم، فحرك القوة فحدث البرد فقبله، ثم حدثت⁣^(⁣٢) القوة فحدث الحر فقبله، ثم قبل اليبس والرطوبة.

  قال المهدي لدين الله الحسين بن القاسم @: فأي عاقل يجوز عليه قول من قال من الجوهرية: إن الطينة الميتة معها قوة هيولية أصلية قديمة عنصرية، تدبر لها⁣^(⁣٣) نفسها، حتى تصير مدركة حيوانية، بعد أن كانت ترابية مَوَاتية.

  وقد وضح في عقول ذوي الألباب، فساد ما ادعوا من قوة التراب، وكيف يتوهم ذلك متوهم غوي؟! فضلاً عن عاقل سوي، وأنى يكون ذلك من فعل التراب وهو موات ضعيف غافل؟! وقد عجز عن ذلك وهو حي حكيم سوي عاقل، وكيف يكون للطينة قوة هيولية، وليس لها إرادة ولا مشية، وهي إذ ذاك⁣^(⁣٤)

(١) في (ب): زعم.

(٢) في (ب): ثم حرك القوة.

(٣) في (ب): تدبرها.

(٤) في (ب): إذ ذلك. والصحيح ما أثبتناه من (ب).