مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

باب الرد على الجوهرية

صفحة 263 - الجزء 1

  غافلة مَوَاتية؟! وإذا عجز الجوهر في حال بلوغه⁣(⁣١) وكماله، عن تدبير⁣(⁣٢) صورته وأوصاله، فهو في حال موته ونقصانه، أحرى بالعجز عن إحداث خلقه وتبيانه! وإذا عجز⁣(⁣٣) في حال حياته وقوته، فهو أحرى بالعجز في حال موته وغفلته.

  ودليل آخر:

  لا يخلو الجوهر الذي ادعيتم قوته وادعيتم خلقه من أحد وجهين:

  [١] إما أن يكون حياً حكيماً عاقلاً سوياً، قادراً مدبراً قوياً.

  [٢] وإما أن يكون ميتاً غافلاً ضعيفاً.

  فإن قلتم: إنه كان حياً سوياً حكيماً، مدبراً قوياً عليماً، فقد أقررتم بأنه مصنوع لما في الحيوان العاقل من آثار التدبير الذي وصفنا، والحكمة [التي على الله فيما قدمنا]⁣(⁣٤) في أول كتابنا.

  وإن قلتم: إن الجوهر في حال خلقه لنفسه وتحريكه لقوته كان ميتاً غافلاً، فهذا ما⁣(⁣٥) يقول به المجانين لجهلهم، ولا يتكلمون به مع ذهاب عقولهم، لأن الميت لا يحكم ولا يدبر، ولا يحرك نفسه ولا يقدر، وإذا كان الحي السوي عاجزاً عن تدبير نفسه وغيرها، فالميت أعجز عن إحياء نفسه وتدبيرها!


(١) في (ب): وإذا عجز الجوهر في بلوغة.

(٢) في (ب): عن تبديل.

(٣) في (ب): وإذا عجز الجوهر.

(٤) ما بين المعكوفين من (ب)، وأما المصفوف عليها المرموز لها بـ (أ) ففيها: التي على الله قدمنا.

(٥) في (ب): فهذا ما لا يقول به.