مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

كتاب التوحيد والتناهي والتحديد الجزء الأول

صفحة 264 - الجزء 1

  ومما يدل على فساد قول أصحاب الطبائع أن يقال لهم: لا تخلو هذه الطبائع من أحد وجهين:

  [١] إما أن تكون حية قديمة مدبِّرة، متقنة للصنع مقدِّرة.

  [٢] وإما أن تكون مواتاً مثل الجوهر الذي هو أصل [الخلق]⁣(⁣١).

  فإن كانت مواتاً من جنس الهيولى فقد بان صنع الموات وتقديره، وبطلان حكمته وتدبيره، لأنه لا يقي⁣(⁣٢) نفسه فضلاً عن تدبيره غيره⁣(⁣٣)، بل هو من العجز والضعف فيما يمنعه⁣(⁣٤) من الحدث، إذ لا قوة له ولا حياة، ولا إحسان له ولا إساءة، وكفى له بذلك عجزاً وضعفاً!

  وإن كانت العلة للخلق حياً قديماً مدبراً، ليس له شبيه ولا مثيل، ولا نظير ولا عديل، فهذه صفات الخالق، والخالق ليس بعلة ولا معلول، بل الله⁣(⁣٥) الرحمن الرحيم الذي عجز عن نعته الناعتون، وضل عن وصفه الواصفون، ولم يتوهمه المتوهمون، ولم تقع عليه الظنون، ولم تدركه الأبصار، ولم تحوه الأقطار، ولم تحل عليه الأفكار، بل عجزت عن اكتناهه القلوب، ولم تخف عليه الغيوب، ولم تحده الجهات، ولم تنله الأدوات، وجل عن الصفات⁣(⁣٦) المحدثات، وعز عن النوم والسنات، وجل عن درك المدركات، ولم يؤده حفظ


(١) في المصفوف عليها (أ): للحق.

(٢) في (ب): لا يغني.

(٣) في (ب): عن تدبير غيره.

(٤) في (ب): فيما لا يمنعه.

(٥) في (ب): بل هو الله.

(٦) في (ب): عن صفات المحدثات.