مجموع كتب ورسائل الإمام المهدي الحسين بن القاسم العياني،

الحسين بن القاسم العياني (المتوفى: 404 هـ)

[الحكمة في القبيح من الأجسام]

صفحة 353 - الجزء 1

  ودليل آخر: أنه عدل، والعدل هو من حسن منه الفعل، وإنما سُمي العدل عدلاً لثباته واعتداله وحسنه في العقول، وكماله، والكفر فليس بمعتدل عند ذوي الألباب، ولا يحسن في نعت رب الأرباب؛ لأنه من أقبح الصفات، والله يتعالى عما قبح من الآفات.

[الحكمة في القبيح من الأجسام]

  فإن عارض بجهله أو قال بمكابرة عقله: أليس قد خلق الله ماقبح من صور الأجسام، وكذلك قد فعل ما يكره من الأسقام؟

  قيل له ولا قوة إلا بالله: هذه حجة عليك لا لك، احتججت بها على نفسك، واشتبهت عليك لجهلك ومعارضتك لحجة عقلك، وذلك أن الله ø لم يعاقب المريض على مرضه وسقمه، ولم يذمه على ألمه، وكذلك لم يمدح الصحيح على صحته ولم يثبه على طوله وملاحته، ولم يعاقب القبيح على سواده وقصره، كما عاقب الكافر على كفره، فهذا أدل دليل على كفرك، واقطع عند الله لعذرك، وأيضاً فإن القبيح من فعل الله إنما قبح في الهوى ولم يقبح في العقل والبلوى؛ لأنه إنما ابتلى القبيح بقبح صورته ليزهده بذلك في الدنيا، ويثيبه على صبره أو يعاقبه إن سخط على كفره، وكم من دواء فظيع أعقب طول السلامة، وحلاوة أوقعت في الحسرة والندامة.

[هل الكفر من خلق الله؟]

  فإن قال: ما أنكرت أن يكون الكفر خلقاً لرب العالمين فعلاً لعباده الكافرين؟

  فالجواب له فيما سأل وتوهم من الجهل والضلال: أن ما كان من خلق الله فليس ينسب إلى المخلوقين، وكذلك أفعال الفاسقين لا تنسب إلى